ما تزال النيران المندلعة في ولاية "تيزي وزو" بالجزائر، لأسباب غير معروفة إلى حدود الساعة، مخلفة العشرات من القتلى والجرحى، تفرز مزيدا من التفاعلات وعبارات التضامن مع "شعب القبايل" من مختلف بقاع العالم. وعلى هذا الأساس، دخلت جمعيات أمازيغية من المغرب على خط الموضوع قائلة: "شهدت منطقة القبائل منذ 9 غشت الحالي حرائق مدمرة، وتم تسجيل أكثر من 40 حريقًا في نفس الوقت بمناطق مختلفة من منطقة القبائل، إذ أودت بحياة أكثر من 70 شخصًا، وأحرقت قرى بأكملها، وتفحمت الماشية والحياة البرية، ودمرت مساحات شاسعة من الغابات". ووفق بيان وقعته كل من جمعيات ماسينيسا بطنجة، وجمعية أسيد بمكناس، وجمعية أكال بالحاجب، وجمعية أمغار بخنيفرة، وجمعية تافزا- تاكزيرت ببني ملال، "لم تستخدم القوة العسكرية الجزائرية، في مواجهة حجم الكارثة التي تسببت في مآسي إنسانية ونزوح سكاني وصدمات نفسية وكارثة بيئية، سوى الوسائل السخيفة لوقف الحريق، من خلال الاكتفاء بإرسال الجنود وعناصر الحماية المدنية للفناء في النيران". والأسوأ من ذلك، يردف البيان ذاته توصل موقع "أخبارنا" بنسخة منه، أن "العديد من المراقبين لا يستبعدون الأصل الإجرامي لهذه الحرائق التي تكررت لعدة سنوات. ومن المؤكد أن وراء هذه الجرائم مخططات شيطانية تهدف إلى تغيير منطقة القبائل وإفراغها من سكانها". وأمام هذا الوضع، أعربت الجمعيات المذكورة عن "تضامننا غير المشروط ودعمنا لإخواننا وأخواتنا من منطقة القبايل"، علاوة على أنها حيّت "الشجاعة والبطولة التي واجهوا بها وضعا عرض حياتهم للخطر، من خلال إظهار التضامن والمساعدة المتبادلة وإنكار الذات لخدمة المصلحة العامة". كما عبرت الجمعيات ذاتها عن "الإدانة الشديدة لإهمال القوة العسكرية وفشلها في التعبئة لمواجهة حالة الطوارئ وترك منطقة القبايل لمصيرها"، بالإضافة إلى طلبها من كل الأمازيغ في العالم أن "يتعاضدوا لجمع التبرعات من أجل إعادة بناء المنازل المتضررة، وإعادة تشجير الجبال المحترقة ومساعدة منطقة القبائل على استعادة الحياة الطبيعية". تَجدر الإشارة إلى أن حرائق "تيزي وزو" بالجزائر استأثرت باهتمام الصحافة العربية والغربية، بعدما خلفت عشرات الوفيات بسبب ألسنة النيران الملتهبة. يُذكر أن الملك محمد السادس أعطى، مساء الأربعاء الأخير، تعليماته لوزيري الداخلية والشؤون الخارجية، من أجل التعبير لنظيريهما الجزائريين عن استعداد المغرب لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات التي تشهدها العديد من مناطق البلاد.
ووَفق بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فإنه بتعليمات من الملك محمد السادس، تمت تعبئة طائرتين من طراز "كنادير" للمشاركة في هذه العملية بمجرد الحصول على موافقة السلطات الجزائرية.