انتفضت مراكش على الزيادة العجيبة في الماء والكهرباء وهذا نتيجة للسياسة الفاشلة لحكومة العدالة والتنمية ، التي تحمل شعار الإسلام السياسي وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام وتعاليمه الحقيقية والصادقة فليس كل حزب يحمل مخططا سياسيا ويضع زعماؤه لحى ومناضلاته الحجاب إسلاما فكل الأحزاب مسلمة فالإسلام للجميع وليس لفئة بدون أخرى وكفانا من استغلال الذين للوصول للسلطة وتحقيق الأرصدة البنكية والمناصب العليا . لقد أرهقت الحكومة المغربية جيوب المواطنين العاديين حتى صارت فاتورة الماء والكهرباء شبحا يطرق باب كل منزل بداية كل شهر ، بدون مراعاة للأجور ولا مستوى دخل المواطن المغربي البسيط وهذا وإن ذل على شيء فإنه يذل على الورطة التي وصلت لها البلد والأزمة التي نتخبط بها ودائما المواطن البسيط يدفع فاتورة المآل والحال . إن المغرب يوفر الطاقة للعديد من دول القارة السمراء فهل يبيع تلك الطاقة وتذهب مداخيلها لميزانية الدولة بدون تقديم أي دعم للمواطن العادي وأين تذهب تلك الأموال وحال البلد تتراجع يوما بعد يوم ؟ ولماذا لا يقدم بنكيران نصف أجره ووزرائه ونوابه كدعم في هذه المحنة أم كما يقوم المثل المغربي :" ميحس بالمزود غير المخبوط بيه ". التلفزة المغربية كذلك يتم فرض دفع ثمنها بفاتورة الماء والكهرباء أوليس ذلك بالظلم البين مع ما يقدمونه للمشاهد من برامج ركيكة وإعلام "الحيض والنفاس" ، للأسف ليس ما يقدم بقنواتنا إعلاما وليس له علاقة بالصحافة والترفيه أو التثقيف ولكنه ببساطة تنويم وتأخير هناك من يساهم في إفساد الذوق العام وتشويه صورة المغرب وأهله ببرامج أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها خارج الزمن . إن صناعة البهلوانيين وسياسيي الشعبوية وعشاق الفرجة لتلهية الشعب عن قضاياه المصيرية ضرب من الجنون ورسالة مشفرة للبعض مفادها "هذا ما عطا الله العيب فيكم" ، نعم العيب في الأحزاب التي نهشها المخزن بسياسته الفاشيستية وخططه الجهنمية في تمييع العمل السياسي وقتل كل شيء جدي بإمكانه خلق الفارق حتى صار المخزن يضع آلة لصنع بنكيرانات بكل الأحزاب فاستنسخ شباط وتلاه لشكر ويعلم الله من المستنسخ التالي بسوق النخاسة المغربية . إن إرهاق الشعب وتجويعه لن يؤدي بنا إلا إلى الكارثة والفتنة الكبرى التي سيستغلها بعض السابحين ضد التيار لتخريب الوطن لعشقهم للاصطياد بالمياه العكرة كما وقع بمدينة مراكش وقابل للحدوث بكل شبر بوطننا الحبيب . على بنكيران وحكومته تحمل مسؤوليتها في تطبيق برنامجها الحكومي الذي قدمته للمواطن لأن عصر الكذب على المواطنين قد صار في خبر كان فإما الالتزام بالوعود أو الرمي بمزبلة التاريخ كالعديد ممن ظلموا هذا الشعب العظيم . وسأختم بقصيدة لشاعري المفضل أحمد مطر تحت عنوان "دمعة على جثمان الحرية" هذية مني لابن كيران ومن معه : أنا لا أ كتب الأشعار فالأشعار تكتبني ، أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني ، ولا ألقى سوى حزن، على حزن، على حزن ، أأكتب أنني حي على كفني ؟ أأكتب أنني حر، وحتى الحرف يرسف بالعبودية ؟ لقد شيعت فاتنة، تسمى في بلاد العرب تخريبا ، وإرهابا وطعنا في القوانين الإلهية ، ولكن اسمها والله ... ،