لقي 14 شخصاً مصرعهم، بينهم خمسة إسرائيليين، وأصيب طفل بجروح خطرة وحالته حرجة جداً، في حادث تحطّم مقصورة تلفريك في منتجع ستريزا السياحي في مقاطعة بييمونتي بشمال ايطاليا على ضفاف بحيرة مادجوري أمس الأحد (23 مايو/ أيار 2021). وأصيب في الحادث طفلان (9 و5 أعوام) نقلا إلى تورينو للعلاج، لكن سرعان ما قضى الأول متأثراً بجروحه، في حين يرقد الثاني في المستشفى بين الحياة والموت وهو يعاني خصوصاً من صدمة في الرأس وكسور في الساقين. وفي القدس أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية لوكالة فرانس برس مقتل خمسة إسرائيليين في الحادث، وهم زوجان وطفل يقيمون في إيطاليا وزوجان يقيمان في إسرائيل، مشيرة إلى أنّ الطفل الراقد حالياً في المستشفى بين الحياة والموت هو ابن الزوجين الأخيرين. وأعرب الرئيس الإيطالي سيرجيو مارتيلا ورئيس الوزراء ماريو دراغي عن "الألم العميق". ووقع الحادث عند الساعة 12,30 بالتوقيت المحلي (الساعة 10,30 ت. غ) على بعد مائة متر من أعلى محطة للتلفريك بحسب بيان لوزارة البنى التحتية. وقد يكون الحادث ناجما عن انقطاع كابل في الجزء الأعلى من مسار الرحلة، ما أدى إلى سقوط المقصورة وكان على متنها 15 شخصا. ويبدو أنه جرى استبعاد فرضية الحمل الزائد منذ البداية إذ يمكن لهذه المقصورات أن تستوعب أكثر من 35 راكبا. وقال مسؤول عن الدرك إنّ المقصورة سقطت من على ارتفاع 15 مترا قبل أن تتدحرج على جزء من المنحدر وتصطدم بشجرة. ويربط التلفريك السياحي في رحلة تستغرق 20 دقيقة قرية ستريزا بجبل موتاروني الواقع على ارتفاع 1500 متر مع منظر رائع مطل على بحيرة مادجوري وجبال الألب. وأظهرت مشاهد أولى للمأساة بثتها السلطات عناصر إٍسعاف وشرطة حول حطام المقصورة الحمراء والبيضاء التي سقطت في منطقة حرجية شديدة الانحدار ما يصعّب الوصول إليها. فتح تحقيق من جهتها فتحت النيابة العامة في ميلانو تحقيقاً حول "القتل غير العمد وإصابة (أشخاص) عن طريق الإهمال". وكان التلفريك قد أغلق بين العامين 2014 و2016 للصيانة. وأسف جوفاني توتي رئيس مقاطعة ليغوريا المجاورة لبييمونتي لهذه "المأساة العبثية" التي أتت في وقت بدأت فيه إيطاليا تستمتع بإزالة إجراءات الإغلاق بعد أشهر من القيود الصحية جراء جائحة كوفيد-19. وشدد توتي "كان يوم الأحد هذا مع إعادة فتح المنشأة، يحمل الكثير من الآمال". وفي تغريدة أعرب شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي في رسالة باللغة الإيطالية عن "أعمق التعازي للعائلات والأصدقاء الذين فقدوا شخصا عزيزا في هذا الحادث المأسوي". حوادث سابقة وعرفت أوروبا في السنوات الخمسين الأخيرة عدة حوادث تلفريك قاتلة. ويعود آخر هذه الحوادث إلى الخامس من أيلول/سبتمبر 2005 عندما سقطت كتلة إسمنتية زنتها 800 كيلوغرام من مروحية كانت تنقلها ووقعت على مقصورة تلفريك قرب سولدن في منطقة تيرول النمسوية ما أدى إلى مقتل تسعة متزلجين ألمان. وفي إيطاليا وقع حادث في الثالث من شباط/فبراير 1998 عندما تسببت طائرة عسكرية أميركية بقطع سلك تلفريك في محطة تزلج في جبال دولوميتي ما أدى إلى مقتل 20 راكبا في المقصورة. في العام 1976 في منطقة كافاليزي أدى انقطاع سلك أيضا إلى تحطم مقصورة ما أسفر عن 42 قتيلا.