مر أسبوع وما يزيد عن بداية العدوان الإسرائيلي على سكان القدس الشريف وقطاع غزة، ولم نسمع إلى اللحظة أي تحرك من الجانب الجزائري الذي سرعان ما صدع رؤوسنا بدفاعه "الشفوي" عن القضية الفلسطينية إبان تجديد المغرب لعلاقاته مع إسرائيل، بل وذهب بعيدا حينما وجه لنا تهمة "الخيانة العظمى" بسبب القرار الذي اتخذه المغرب. الجزائر اليوم، تكتفي فقط ب"المشاهدة"، دون أن تقديم أي دعم للإخوة في فلسطين، ماديا كان أو معنويا، بل ولم تصدر إلى اللحظة أي بيان تضامني، تعرب من خلاله موقفها من هذا العدوان الإسرائيلي، الأمر الذي يؤكد بالملموس أن الجزائر كانت "تزايد" فقط على المغرب، بنهجها سياسة "الكيل بمكيالين"، في محاولة منها لذر الرماد على عيون الشعب الجزائري المغرر به، قبل أن يفتضح أمرها أمام الجميع عند أول منعرج تمر به القضية الفلسطينية بعد الضجة الكبرى والحملة المسعورة التي شنتها ضد المغرب بعد قرار "التطبيع" مع إسرائيل. وفي مقابل ذلك، أثبت المغرب، ملكا وشعبا وحكومة، أنه ظل وفيا للقضية العدالة للشعب الفلسطيني، وأنه رغم تجديد العلاقات مع إسرائيل، لم "يبتلع" لسانه كما فعلت الجزائر، بل بادر إلى إصدار بيان شديد اللهجة، يعكس حجم الغضب الذي عبر عنه الشعب المغربي في قطر بالمملكة الشريفة، قبل أن يقوم بإرسال مساعدات طبية وغذائية للأشقاء في القدس وقطاع غزة بتعليمات من عاهل البلاد، الملك محمد السادس نصره الله. المغرب يؤكد اليوم للعالم، أنه "قد فمو قد ذراعو"، وأنه بلد المواقف الثابتة، بوصفه أكبر داعم لبيت مال القدس الشريف، بنسبة تجاوزت ال 80 بالمائة من مجموع المساهمات التي تضخها الدول العربية والإسلامية في حساب هذه الوكالة، بدليل التقرير الذي أصدرته هذه الأخيرة حول حصيلة 20 عاما من رئاسة الملك محمد السادس للجنة القدس، والذي تضمن منجزات الوكالة ما بين سنتي 2016 و2018، وهي الفترة التي تفصل بين دورتي القمة الإسلامية، حيث بلغت استثمار ما يزيد عن 600 مليون درهم، موزعة ما بين برامج المساعدة الاجتماعية بما يقارب 45 مليون دهم، والبرامج المخصصة للطفولة والشباب بحوالي 2.8 مليون درهم.