نظم معطلو "محضر 20 يوليوز" وقفة احتجاجية حاشدة قبالة مبنى البرلمان مساء أمس الإثنين 24 دجنبر 2012 بتزامن مع انطلاق جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة حيث رفعوا خلالها أكف الضراعة في خشوع وابتهال إلى الله وشرعوا في تلاوة بعض الأدعية بأصوات مجلجلة مستعملين بعض مكبرات الصوت أملا في أن تتنامى أصداء تلك الدعوات إلى مسمع من يعنيهم الأمر تحت قبة البرلمان . ومباشرة بعد ذلك انطلق المحتجون في مسيرة سلمية جابوا خلالها شارع محمد الخامس وهم يجأرون إلى اللطيف بأن ينصرهم على من ظلمهم وسلب حقهم . ويشار إلى أن هؤلاء المعطلين يتوفرون على محضر حكومي ينص على توظيفهم بشكل مباشر في أسلاك الوظيفة إلا أن الحكومة الحالية تنصلت من إحقاق حقهم في التوظيف المباشر بمبرر قانوني ودستوري واه ما دفعهم بموازاة حراكهم السلمي الإحتجاجي إلى المبادرة لطرق مختلف الأبواب من أجل المطالبة بإنصافهم ، فكان أن أثمرت تلك المبادرة تعاطف مختلف الفاعلين الحقوقيين بشتى مشاربهم وتوجهاتهم معهم حيث تعالت أصوات أولائك الفاعلين للمطالبة بإنصافهم ، كما انبرت في ذات السياق النقابات الرئيسية كما أحزاب المعارضة برمتها ، بل حتى الأطراف الوازنة داخل حزب الإستقلال للمطالبة بإحقاق حق تلك الشريحة من الأطر العليا المعطلة. وتجدر الإشارة إلى أن أحزاب المعارضة قد تقدمت خلال مناقشة القانون المالي لسنة 2013 بمقترح تعديلي ينص على تخصيص نسبة 10 في المائة من المناصب المبرمجة في مشروع القانون المالي المذكور لفائدة معطلي " محضر 20 يوليوز" تجسيدا لديمومة المرفق العام واحتراما لإلتزامات الدولة ، إلا أن الحكومة رفضت ذلك المقترح التعديلي تحت ذريعة المادة 77 من الدستور بحجة أن قبول ذلك المقترح سيفضي إلى إحداث تكاليف عمومية أو الزيادة في تكاليف موجودة قد تثقل كاهل الميزانية.ومن المتوقع أن ترفع أحزاب المعارضة بعد المصادقة على القانون المالي بمجلس المستشارين طعنا لدى المجلس الدستوري لإسقاط الدفع المعيب المبني على المادة 77 على أساس أن المقترح التعديلي المقدم لا يكلف الدولة تكاليف زائدة باعتبار أن النسبة المقترحة لتوظيف معطلي " محضر 20 يوليوز" ستجتزأ من عدد المناصب التي يتضمنها مشروع القانون المالي للسنة المقبلة في إطار نفس التكاليف المرصودة للتشغيل. وفي هذه الأجواء يواصل معطلو " محضر 20 يوليوز" بلا كلل ولا ملل حراكهم الإحتجاجي السلمي الأسبوعي بشوارع الرباط في انتظارحلول يوم إنصافهم الذي بات يراودهم أمل كبير في حتمية شروق شمسه نظرا لتعاظم حالة الدعم والإحتضان لملفهم التي باتت تشملهم من لدن مختلف الأطراف السياسية والحقوقية والنقابية والمدنية .