بعد أيام من الجدل حول فعاليته، ثم الصدام الذي وقع بين مطوّريه والاتحاد الأوروبي، حصل لقاح أسترازينيكا على موافقة وكالة الأدوية الأوروبية. ويحظى اللقاح بمميزات مقارنة مع اللقاحين المرخص لهما، لكن فعاليته تبقى أقل. اعتمدت وكالة الأدوية الأوروبية الجمعة (29 يناير) لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا المستجد لجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، قائلة إنها تعتقد أن اللقاح مناسب أيضًا لكبار السن، وذلك بعد مرور قرابة الشهر على تأجيلها اعتماد اللقاح للحاجة إلى معلومات مفصلة. وقالت وكالة الأدوية الأوروبية ومقرها أمستردام في بيان إنها أوصت "بمنح ترخيص تسويق مشروط للقاح أسترازينيكا (...) للأشخاص الذين تزبد أعمارهم 18 عن عاما".
إيجابيات وسلبيات وتبلغ ثمن الجرعة الواحدة 2,50 يورو تقريباً، مع اختلافات حسب تكاليف الإنتاج. وتعهدت أسترازينيكا بعدم تحقيق أرباح من اللقاح. وطور باحثو جامعة أكسفورد إلى جانب مجموعة أسترازينيكا البريطانية-السويدية العملاقة هذا اللقاح. ويسهل كذلك تخزين هذا اللقاح، إذ يمكن حفظه بدرجة حرارة الثلاجة، أي بين درجتين إلى ثماني مئوية، خلافاً للقاحي موديرنا وفايزر/بيونتيك، اللذين يجب تخزينهما على المدى الطويل بدرجة حرارة متدنية جداً. وتقول أسترازينيكا إن لقاحها فعال بنسبة 70% (مقابل أكثر من 90% للقاحي فايزر/بايونيتك وموديرنا)، وهي نتائج تثبتت منها مجلة ذي لانسيت العلمية. ويملك اللقاح آثاراً جانبية نادرة جداً. ونسبة الفعالية هاته بلغت فاعلية لقاح أسترازينيكا نسبة 90% عند المتطوعين الذين تلقوا بدايةً نصف جرعة، ثم جرعة كاملة بعد شهر من ذلك، لكن 62% فقط عند مجموعة أخرى أعطيت جرعتين كاملتين خلال شهر. وكان إعطاء نصف جرعة للمتطوعين في الواقع ناجم عن خطأ ولم يتّبع البروتوكول الثاني سوى على مجموعة صغيرة، ما أثار انتقادات وقلق، دافعاً الشركة إلى إجراء دراسات إضافية. وأثارت وسيلتا إعلام ألمانيتين شكوكاً بشأن فاعلية اللقاح، مؤكدتين أنها لا تتخطى 8% عند اللذين تفوق أعمارهم 65 عاماً. ونفت الشركة المصنعة تلك المعلومات وكذلك فعلت الحكومة الألمانية التي رأت أن وسيلتي الإعلام قد "خلطتا" بين عدة بيانات. مع ذلك، أقر المدير العام للمجموعة بوجود "بيانات" محدودة جداً في ما يتعلق بالأشخاص المتقدمين في السن"، معتبراً أنه "يحتمل" لذلك أن تفضل بعض الدول عدم إعطائه لتلك الفئة في الوقت الحالي. ولقاح أسترازينيكا هو ثالث لقاح يوافق الاتحاد الأوروبي على استخدامه بعد لقاحي موديرنا وفايزر/بيونتيك. لكن وقع جدل بين الطرفين، بعدما أعلنت الشركة أنها لن تتمكن من تسليم إلا "ربع" الجرعات التي اتفق عليها مسبقاً بسبب "تراجع الإنتاجية" في إحدى مواقع التصنيع الأوروبية. وكان باسكال سوريوت الرئيس التنفيذي لشركة أسترازينيكا قد ناشد الشعب الأوروبي تفهم التأخير في تسليم اللقاحات، لكنه شدد على أن الشركة غير مرتبطة من الناحية القانونية بجدول زمني معين. بينما طالب الاتحاد الأوروبي أسترازينيكا بتقديم اللقاحات التي يتم إنتاجها في مصنعين في المملكة المتحدة على النحو المتفق عليه، وانتقدت المفوضة الأوروبية لشؤون الصحة ستيلا كيرياكيدس، المجموعة على عدم دقتها في مواعيد التسليم. وبموجب العقد الذي وقعه الاتحاد الأوروبي في أغسطس والذي ينص على استلامه ما يصل إلى 400 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا/أكسفورد، كان على المختبر البريطاني اللجوء إلى أربعة مصانع لضمان إنتاجه: اثنان في الاتحاد الأوروبي احدهما في بلجيكا، واثنان في المملكة المتحدة، بحسب مسؤولة أوروبية. وتؤكد المجموعة أنها تستطيع تسليم 17 مليون جرعة إلى الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية شباط/فبراير. وتقدر قدرتها الحالية على الإنتاج بمئة مليون جرعة في الشهر.