القوات المسلحة الملكية المغربية تقضي على أحلام البوليساريو بأخذ (سيلفيات) على ضفاف الأطلسي. حلم لطالما راود الأطماع الخارجية، وخصوم الوحدة الترابية.
مع خيوط فجر 13 نونبر 2020 تنطلق جحافل من قوات جيش العزة، قوات من كتائب النصرة، قوات من تشكيلات الشرف، قوات من الحسم، أحفاد طارق بن زياد، ويوسف بن تاشفين، و الحسن الثاني… أسود الأطلس.
إن الخطاب الهادئ الأخير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى 45 للمسيرة الخضراء المظفرة ، كان المفتاح الذي فتح باب الكركرات منذ اللحظة التي تحدث فيها جلالته أن واقع التنمية ومستقبلها بأقاليمنا الجنوبية، في كناية على السيادة الوطنية التي لاتقبل المساومة.
لذلك فلا شيء يثني المملكة على المضي قدما في هذا المسار، وهذا الاختيار، وعبر الطريق السيار بالسرعة المطلوبة، والحزم اللازم، والثبات المعهود، والرؤية المتبصرة، و التواجد الفعلي و الإستراتجي في جميع المواقع المحلية و الإقليمية و الدولية.
إن أرض المغرب عصية على كل غاشم سولت له نفسه تدنيس طهارتها، أوتعكير أجوائها، أوتلويث صفائها، أو تكدير نقاءها.
منذ الأزل و التاريخ يشهد ويسجل ويدون على أن المغرب الصخرة التي حطمت أوهام العابرين، وسفهت أحلام الغابرين، وهذا ذِكْرُها في الأولين والأخرى، وهذا سرها الدفين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالمغرب للمغاربة ولا عزاء للخونة، ولا صوت للمنتحلين، ولا حياة للحاقدين.
في هذه الأرض المباركة ترابط قوات كلها عزم واقبال على الذود على حياض المملكة المغربية الشريفة، الأرض الخصبة المعطاء والتي حملت بطون أمهاتها حرائر الرجال.
قوات مسلحة بالإيمان، لا تهاب الموت، ولا تستسلم لجبان جعل من الدروع البشرية قضية رخيصة، قد فرت عند اللقاء تسارع الرياح، لعلها تعيش يوما جديدا من الذل والهوان في حضن العاشق الملهم بالمرادية.
إن عملية تمشيط الكركرات من براغيث كلاب الجنرالات، التي لم تصمد أمام صوت آليات الزحف المغربية، خاصة وأن هذه البراغيث تعلم جيدا معنى أن تجد نفسك وجها لوجه مع الموت المحقق.
يبدو أن زمن السيبة - لا كما توقعه الأعداء- قد ولى وباد ولم ولن يعود، خصوصا مع الحزم الذي أظهرت قوات الجيش المغربي بمنطقة الكركرات، و التي تربط المغرب بالشقيقة موريتانيا وباقي دول إفريقيا.
إن توجه المملكة المغربية نحو السلام لم ينسيها واجبها بإعداد العدة، ورهب العدو في جميع المواقع (الدبلوماسية /الحربية /الاقتصادية / السياسية…)
لقد قدم المغرب درسا قاسيا لوقاحة كل من سولت له نفس اختبار صبر جنودنا الأبرار، والتطاول على قسم الوفاء، و الاستهانة ببيعة الولاء.
إن هذه البقعة الغالية برمال الصحراء، وشواطئ الأطلسي المغربية، تستعصي على كل طماع وخائن، لأن أرضها حرة غرة، لا تعترف بالخيانة، ولا تحتمل الغدر، ولا تركن إلى النذالة.
هذا وإن أبواق الدعاية المدفوعة من عائدات المتاجرة بالمساعدات الإنسانية، وكذا عائدات الغاز، ودولارات صفقات الممنوعات و التهريب والاتجار بالبشر… لم تشبع بعد من العطايا والمنح، وحشو الأرصدة البنكية السويسرية و المصارف الأوروبية باليوروهات، والشعب يعاني مايعاني، - وخبز الدار ياكلو البراني-.
ويضل المشهد غير مكتمل، والفرحة ناقصة، ولن يتم ترميم الصدع، و التئام الجرح إلا بعودة المحتجزين من مخيمات العار إلى أرض الوطن، وهو أمر أصبح وشيكا لا محالة نظرا لتصاعد الاحتجاجات المطالبة بفك الأسر، والعودة إلى أحضان المملكة، وصلة الرحم والقطع مع الاستعباد ومعانقة الحرية.
إن خيار الحكم الذاتي، خيار للتنمية والتضامن و رد الاعتبار والاعتراف والتسامح والأمن ودعوة السلام التي تعتز بها المملكة المغربية.
هذا وجدير بالذكر أن المشهد العام المغربي االذي تلقى جرعة من الثقة، زادته قوة وصلابة ووحدة، ولقد أبدى المغاربة استعدادا و تضامنا واسعا مع قوات الجيش في العديد من المواقع، و المنصات التي أشادت بهذا العمل البطولي الذي طال انتظاره، خاصة بعد صور الاستفزازات التي هزت الرأي العام الوطني، وعرت الواقع بين يدي المنتظم الدولي، ومهد التمديد لبعثة الأممالمتحدة بالمنطقة كخيار شرعي لعملية السلام.