في التسعينات من القرن الماضي دأبت القنوات الإذاعية والتلفزية المغربية على تقديم منوعات غنائية ونشرات إخبارية بين شوطي مباريات كرة القدم قبل أن تستبدل ذلك باستوديوهات تحليلية على غرار الإعلام العربي والغربي. المحطات المغربية، للأسف، قدمت نسخة ممسوخة وهي تحاول، متأخرة كعادتها، تقليد المحطات الأجنبية. هذا المسخ يبدو جليا على مستوى الشكل والمضمون.
فالتحليل الرياضي ببلادنا يعهد للصحفيين واللاعبين القدامى في غياب ضوابط تقنن هذه "المهنة" وفي انتظار إنشاء معهد متخصص لتكوين المحللين الرياضيين عموما ومحللي كرة القدم خاصة.
فالصحفي رغم فصاحته وتفوقه في اللغة يقدم منتوجا فارغا من حيث المضمون.
واللاعب القديم رغم سنوات الممارسة يقدم منتوجا ضعيفا لمستواه اللغوي المحدود ولافتقاره لتكوين خاص.
بالإضافة لذلك لا يستطيع هؤلاء "المحللون" التجرد من العاطفة والالتزام بالحيادية في أغلب "الاستوديوهات التحليلية" المقدمة.
لكن الفظيع أن محلل مالي ومختص في الماركوتينغ يقومان بتحليل مباريات كرة القدم بإحدى الإذاعات الخاصة وقبلهما تولى مدير تقني سابق في ألعاب القوى المهمة نفسها.
هذه الفوضى تجعلنا بعيدين كل البعد عن مستوى الاستديوهات العربية شكلا ومضمونا ولم يتمكن من أوكلت لهم مهمة تحليل المباريات من تقديم بعض من المستوى التحليلي لطارق ذياب وحاتم الطرابلسي ونواف التمياط رغم العولمة والبث المتكرر...
وتشكل تجربة فؤاد الصحابي وعبد القادر يومير في برنامج الماتش الاستثناء إذ قدمت بعض الإقناع للمشاهد.
من خلال مقارنة "الاستوديهات التحليلة" المغربية بنظيرتها العربية تتجلى فظاعة الفوارق وهذا أمر طبيعي مع اختلاف الموارد المالية المرصودة وفي غياب إرادة حقيقية من محطاتنا الإذاعية والتلفزية في الاستثمار في هذا النشاط وذلك بجلب مدربين محنكين ومجربين.
أما المقارنة بالاستوديوهات الإنجليزية والألمانية فتظل دون جدوى مع هول الفوارق وفي ظل وجود محللين من الطراز الرفيع أمثال غاري لينكر وألان شيرر وأوليفر كان