يسعى المنتخب الألماني يوم غد الثلاثاء (13 أكتوبر) إلى تحقيق فوزه الرسمي الأول على نظيره السويسري منذ مونديال 1966 حين يستضيفه في كولونيا ضمن الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الرابعة للمستوى الأول من دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، فيما يسعى المنتخب الإسباني للإستفادة من وضع مضيفه الأوكراني المثقل بالغيابات بسبب فيروس "كوفيد-19". ويدخل المنتخب الألماني مباراته مع جاره السويسري على خلفية فوزه السبت على مضيفه الأوكراني 2-1، محققا انتصاره الأول في البطولة القارية الجديدة بعد سلسلة من خسارتين وتعادلين في النسخة الأولى ثم تعادلين في النسخة الحالية ضد إسبانيا (1-1) وسويسرا (1-1 أيضا). وفوز السبت على أوكرانيا المثقلة بالغيابات نتيجة الإصابات بفيروس كورونا المستجد، هو الأول لتشكيلة يوآخيم لوف منذ عودة المنافسات الدولية بعد توقف دام قرابة عشرة أشهر جراء تفشي "كوفيد-19". ولحس حظ لوف فإن المعسكر البافاري سيكون مكتملا في مباراة سويسرا، ومن المفترض أن يكون نواة المباراة أيضا. والفوز بالنسبة له مصيري لاستعادة توازن المانشافت وثقته بنفسه بعد سنتين على مونديال روسيا ونتائجه المريرة على حامل اللقب العالمي في كأس العالم 2014. يذكر أنه كان من المفترض ألا يلعب المنتخب الألماني ضمن المستوى الأول في النسخة الثانية من هذه البطولة بعدما أنهى منافسات المجموعة الأولى من النسخة الأولى خلف هولنداوفرنسا ما كان سينزله الى المستوى الثاني، لكن الاتحاد الأوروبي "يويفا" أدخل تعديلا على نظام المسابقة برفع عدد منتخبات المستوى الأول من 12 الى 16 لنسخة 2020-2021، ما أبقى ال"مانشافت" بين الكبار. "لا روخا" يبحث عن هوية جديدة وعلى غرار ما فعلت ألمانيا السبت في كييف، يسعى المنتخب الإسباني الى إلعودة بالنقاط الثلاث على حساب نظيره الوكراني الذي قدم ضد "المانشافت" أداء أفضل بكثير من هزيمته الودية الساحقة ضد فرنسا منتصف الأسبوع الماضي 1-7، متأثرا بغيابات كورونا. ويأمل المنتخب الإسباني أن يقدم الثلاثاء مستوى أفضل مما ظهر به ضد سويسرا حيث عانى لتحقيق فوزه الثاني ونقطته السابعة بفضل هدف سجله ميكيل أويارسابال في الدقيقة 14. كما حافظ "لا روخا" بقيادة مدربه العائد لويس إنريكي على سجله المميز أمام أوكرانيا، إذ خرج فائزا من المواجهات الخمس الأخيرة بين المنتخبين، آخرها في الجولة الثانية من البطولة الحالية برباعية نظيفة في 6 سبتمبر الماضي. وعلى العموم تبدو محاولات إنريكي في بناء منتخب جديد على أنقاض منتخب تاريخي فرض هيمنته القارية والعالمية بين عامي 2008 و2012 ، قد كللت نسبيا بالنجاح، معتمدا على تشكيلة تمزج بين عنصري الخبرة والشباب. فإنريكي الذي لا يؤمن بمنطق "الثورة" كما يقول وإنما بمنطق "التغيير"، أبقى على الكبار مثل قلب الدفاع سيرخيو راموس أو لاعب الوسط الدفاعي سيرغيو بوسكتس، لكنه وضع حولهما مجموعة كبيرة من اللاعبين الشبان في المباريات الأولى له بعد العودة الى المنتخب، إثر ابتعاد قسري نتيجة إصابة ابنته تشاني بالسرطان ومن ثمّ وفاتها في أغسطس 2019 عن تسعة أعوام. ولم تكن التجربة سيئة حتى الآن، إذ تعادل "لا روخا" مع ألمانيا (1-1 في دوري الأمم) والبرتغال بطلة أوروبا (صفر-صفر وديا) وفاز على خصمه المقبل المنتختب الأوكراني (4-صفر في دوري الأمم) وسويسرا (1-صفر في دوري الأمم). هذا بالإضافة إلى ظاهرة برشلونة أنسو فاتي (17 عاما)، يبدو إريك غارسيا (19)، باو توريس (23)، سيرخيو ريغيلون (23)، فيران توريس (20) وآداما تراوري (24) قادرين على إثبات أنفسهم بقميص "لا روخا" مع مرور الوقت.