للوراثة دور كبير في نقل العديد من الصفات الجسمية من جيل إلى آخر، إذ قد تنقل صفات يفرح بها متلقوها من الجيل التالي كطول الجسم ولون الشعر والعيون.. إلخ، لكن قد تنقل أيضا صفات سلبية تؤثر سلبا على الجيل المتلقي، ومن تلك الصفات الصلع. الصلع الوراثي ليس مرضاً يصيب الانسان، وإنما هو حالة طبيبعية يشترك في حصولها العامل الوراثي بشكل كبير، إضافة إلى عوامل هرمونية (نسبة تحول التستستيرون إلى ثنائي هدروكسي التستستيرون في فروة الراس) والتقدم في العمر، ويشترك كلا الأبوين في توريث الجينات المسؤولة عن العمر الذي يبدأ فيه الصلع بالظهور، وسرعة ظهور الصلع وشكل ومدى انتشار الصلع في رأسك، وهذا بخلاف الموروث الشعبي الذي يحمّل الأم وأهلها مسؤولية توريث صفة الصلع للأبناء، ولا يوجد علاج لمنع حصول الصلع الوراثي لحد الآن، إلا أنه توجد بعض الأدوية والطرق التي يمكن أن تصلح علاجا للصلع الوراثي من خلال تأخير حدوث هذه المشكلة أو تعويض الشعر الذي تم فقدانه نتيجة هذه المشكة. * أشكال الصلع الوراثي على الرغم من أن الصلع الوراثي يظهر عند الذكور والإناث، إلا أن معدل ظهوره عند الذكور أعلى من الإناث، ويختلف الشكل الذي يتحذه الصلع بين الإناث والذكور.
فعند الذكور، يبدأ عادة بعد سن الثلاثين إلا أنه قد يحصل في أي عمر بعد سن البلوغ، ويؤثر على منطقة ذروة الراس أو قد يسبب تراجع خط الشعر (بداية وجود الشعر في مقدمة الراس، أعلى الجبهة)، وقد يظهر هذا الشكل من الصلع والمعروف بالصلع الرجالي عند بعض النساء، إلا أن شكل الصلع الوراثي لدى النساء يختلف عما ذكرناه سابقا، إذ يؤثر الصلع الوراثي عند النساء على الشعر في كل أنحاء فروة الرأس أو قد يؤثر على الشعر في المنطقة الممتدة بين ذروة الراس ووسطه ( الشكل التاجي)، من دون أن يسبب الصلع الوراثي في تراجع خط الشعر لدى النساء، ويظهر الصلع الوراثي عند النساء بعد سن الثلاثين أيضا، وتبرز هذه المشكلة بعد انقطاع الطمث لديهن.
ويجب الانتباه إلى أن كلا النوعين من الصلع الوراثي (الذكوري والأنثوي) لا يصاحبهما ظهور أي أعراض ثانية. * صلع غير وراثي وفي حال ظهور أي أعراض أخرى مع ظهور الصلع، كعدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء، وازدياد ظهور الشعر في أماكن غير مرغوب ظهوره فيها، أو ظهور حب الشباب، فيجب استشارة الطبيب، إذ توجد العديد من الأسباب التي قد تسبب تساقط الشعر والتي ليس للصلع الوراثي علاقة بها، ومنها: الحمل. تناول الهرمونات أو الأدوية التي تؤثر على عمل أو مستوى الهرمونات في الجسم. سوء التغذية الشديدة. الخضوع للعلاج الكيميائي. اضطرابات المناعة الذاتية. فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها. الأذى الذي قد تسببه بعض منتجات العناية بالشعر. التدخين قد يتسبب بحصول الصلع بالشكل النسائي. * كيف يؤثر الصلع الوراثي على دورة نمو الشعر للشعر دورة نمو متناغمة ودقيقة، إذ يكون 90% من شعر الرأس في مرحلة النمو، والتي تستمر لمدة خمسة سنوات، ويزيد طول الشعر بمقدار 1-2 سم شهريا، فيما يبقى 10% من شعر الرأس في مرحلة السبات أو الراحة، والتي تمتد لمدة 2-3 أشهر، وبعدها يتساقط هذا الشعر (بمعدل 50-100 شعرة يومياً)، ويبدأ شعر جديد بالنمو من نفس البصيلات التي تساقط شعرها، أما في حالة الصلع الوراثي، فيتباطئ نمو الشعر من جديد من البصيلات التي تساقط الشعر منها (مما يتسبب في انكماش هذه البصيلات وضعف الشعر الذي ينمو من جديد) أو يتوقف كليا. * متى يجب الحصول على استشارة طبية؟ تجب استشارة الطبيب في الحالات التالية: تساقط الشعر بصورة مفاجئة أو بمعدل سريع جداً. عند وجود أمراض تسبب تساقط الشعر كاضطرابات الجهاز المناعي للجسم، سوء التغذية أو أمراض الغدة الدرقية. بعد المعالجة بالعلاج الكيميائي أو بأدوية أخرى. عدم وجود سبب وراثي لتساقط الشعر أو ظهور الصلع. * أنواع العلاجات المستخدمة كما أسلفنا في هذا المقال، فإنه لا يوجد أي علاج يمكن أن يمنع حصول الصلع الوراثي بشكل كلي، إلا أن علاج الصلع الوراثي يؤخر أو يبطئ من ظهوره، كبعض الأدوية التي سيتم ذكرها أدناه، أو بعض الإجراءات التي يمكنها إخفاء الصلع. - العقاقير والأدوية المستخدمة يمكن لبعض عقاقير وأدوية علاج الصلع الوراثي أن تؤخر أو تبطئ من ظهور الصلع، ويفضل استخدامها في المراحل المبكرة من ظهوره لمنع انتشاره وتطوره، ولإبقاء مساحة أكبر من الشعر. ويجب أن يستمر العلاج لكي يستمر نمو الشعر، إذ يتوقف نمو الشعر بمجرد التوقف عن استخدام هذه الأدوية، ويبدأ تساقط الشعر وظهور الصلع الوراثي عند هؤلاء الأشخاص، ولا يمكن مشاهدة نتائج استخدام هذه الأدوية إلا بعد مرور 12 شهراً من استخدامها على الأقل. وتختلف النتائج التي يتم الحصول عليها نتيجة استخدام هذه الأدوية من شخص إلى آخر؛ لذلك لا يمكن الحكم على أحد هذه الأدوية من خلال مقارنة النتائج التي حصلت لبعض مستخدميها، وسنذكر أدناه هذه الأدوية: الفيناسترايد: ويستخدم في علاج الصلع الوراثي لدى الرجال، إذ يعمل على إعادة نمو الشعر لدى ثلثي الرجال اللذين يستخدمون هذا العلاج، أما الثلث الآخر ممن يتناولون هذا العلاج فيعمل على إيقاف تساقط الشعر لديهم، ويحتاج غالباً إلى 4 أشهر لظهور نتائج استخدامه، وقد يحتاج إلى سنتين للحصول على النتائج النهائية لاستخدام هذا العلاج، إذ يعمل على منع تحول التستستيرون في فروة الرأس إلى ثنائي أوكسيد التستستيرون، والذي يسبب تساقط الشعر وظهور الصلع الوراثي لدى الأشخاص الذين يحملون الجينات الخاصة بالصلع الوراثي. ويجب الانتباه إلى أن هذا العلاج قد يتسبب بحصول آثار جانية لدى 2% ممن يستخدمونه، وتتلخص هذه الآثار بتقليل الرغبة بالجماع. ولا يستخدم الفيناسترايد لعلاج الصلع الوراثي لدى النساء، إذ يتسبب بظهور عيوب خلقية لدى الأطفال في حال استخدام الأمهات لهذا العلاج أثناء فترة الحمل، وكذلك فإن فعاليته في علاج الصلع الوراثي لدى النساء تكون ضعيفة جداً. المينوكسديل: ويتم استخدامه لعلاج الصلع الوراثي على شكل محلول لدلك فروة الشعر مرتين يومياً، وهناك نوعين من هذا المحلول، الأول بتركيز 2%، وغالباً ما يفضل استخدامه لعلاج الصلع الوارثي لدى النساء لتجنب ظهور الشعر في أماكن أخرى، والتي يكون ظهور الشعر فيها غير مرغوب به، والثاني بتركيز 5%، والذي يستخدم لعلاج الصلع الوراثي لدى الرجال، وغالباً ما يحتاج إلى 4 أشهر – سنة لملاحظة نتائج استخدام هذا العلاج، ولا تنصح النساء باستخدامه أثناء فترة الحمل، وكذلك يوصى بغسل اليدين جيداً بعد دلك فروة الرأس به، وقد تحصل آثار جانبية نتيجة استخدامه، كاحمرار فروة الرأس، وجفافها، والحكة وظهور الشعر في أماكن من الجسم غير مرغوب بظهور الشعر فيها. - العلاجات الأخرى وتشمل جميع الإجراءات التي يمكن استخدامها لعلاج الصلع الوراثي، من دون استخدام العقاقير والأدوية، وتشمل التالي: عمليات إعادة زرع الشعر (والتي تعرف بين الناس باسم عمليات زراعة الشعر)؛ إذ يقوم الطبيب بنقل قطع صغيرة جداً من جلد فروة الراس، التي تقع أعلى الأذن أو في المنطقة القحفية من الرأس، وتحوي على 1-15 بصيلة شعر، ويقوم بغرسها في مناطق أخرى من فروة الرأس تعاني من ظهور الصلع فيها، ولا تحتاج هذه العمليات إلى الخضوع للتخدير العام، ولكن يكفي استخدام التخدير الموضعي لفروة الرأس، ويمكن إجراء هذه العمليات في العيادات الخارجية أو في المستشفيات، ويتم إجراء هذه العملية بشكل جلسات، إذ تجرى إعادة زرع ما بين 100و150 قطعة صغيرة من الجلد في الجلسة الواحدة، وقد يحتاج المريض إلى أكثر من جلسة لتغطية الأماكن التي تعاني من ظهور الصلع الوراثي فيها، وغالباً ما تستخدم هذه العمليات لعلاج الصلع الوراثي لدى الرجال، إذ لا تكون نتائجها مرضية لدى النساء، وبعد إجراء هذه العملية بعدة أيام، تظهر القشرة في الأماكن التي تمت زراعتها، ومن ثم يتساقط الشعر من البصيلات التي تمت إعادة زرعها، لكي يبدأ الشعر بالنمو من جديد من هذه البصيلات، وغالباً ما يحتاج المريض إلى سنة أو سنتين لكي يحصل على أفضل نتيجة لهذه العملية. عمليات تصغير مساحة فروة الرأس: وتجرى فيها إزالة قطع من جلد فروة الرأس، التي تعاني من ظهور الصلع فيها، وتؤخذ هذه القطع على شكل أشرطة لتقليل مساحة فروة الرأس التي تعاني من الصلع.
الحقن بالبلازما الغنية بالصفيحات الدموية: إذ يتم أخذ الدم من الشخص نفسه، ومن ثم فصل محتوياته بواسطة جهاز معين، ومن ثم حقن هذه البلازما التي تم فصلها من هذا الدم، والتي تكون غنية بالصفيحات الدموية، في فروة الرأس لتحفيز إعادة نمو الشعر من بصيلات الشعر. مشط الشعر الليزري: وهو من الأدوات التي تمت إجازة استخدامها لعلاج تساقط الشعر من قبل إدارة الدواء والغذاء، إذ يتم استخدام الطاقة الضوئية لتحفيز إعادة نمو الشعر من بصيلاته. وعموما فإن المزيد من الأبحاث يجب إجرائها لمعرفة مدى فعالية هذا المشط لعلاج الصلع الوراثي. * نصائح للتقليل من تساقط الشعر مع أن الصلع الوراثي يعتبر جزءاً من التركيبة الجينية للشخص، والتي لا يمكن تغييرها أبداً، إلا أن بعض الإجراءات يمكن أن تقلل من شدة تساقط الشعر لدى الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الصلع، التي تتلخص بما يلي: تناول كمية كافية من البروتين: يشكل البروتين جزءاً كبيراً من الشعر ومن أنسجة الجسم، لذلك فمن الضروري تناول كمية كافية من البروتينات للمحافظة على نمو الشعر، ويوجد البروتين في أغلب الأغذية الحيوانية كاللحموم الحمراء والبيضاء، البيض، الجبنة، إضافة إلى الأغذية النباتية كالباقلاء، والحبوب كالقمح، إضافة إلى المكسرات. التعامل بشكل لطيف مع الشعر: كتجنب شد الشعر بقوة، وذلك عند استخدام مشدات الشعر، وكي الشعر، أو قصّه، أو فرط استخدام الحرارة مع الشعر. تغطية الشعر: إن التعرض بكثرة لأشعة الشمس يضر بصحة الشعر والجلد، لذلك من الأفضل تغطية الشعر لمنع تعرضه لهذه الأشعة.