يتخوف عدد كبير من المغاربة من أن تحرمهم جائحة كورونا من متعة السباحة والاستجمام بالشواطئ، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وتواصل الخطر من موجة ثانية من العدوى قد تجتاح بلادنا لا قدر الله. ومن بين التساؤلات التي تراود العديدين هي ما إن كانت مياه البحر تشكل وسطا قادرا على نقل العدوى من شخص إلى آخر، خاصة وأن العديدين يبصقون أو يتبولون أثناء السباحة، بالإضافة إلى أن جل الشواطئ تشكل مكانا لتصريف المياه العادمة والتي تحتوي على فضلات الإنسان. وفي هذا الصدد، كشف عالم فيروسات تونسي، محجوب العوني، أن مياه البحر والمسابح لا تتسبب في انتشار عدوى فيروس كورونا لأنها تحتوي على مواد تقضي على هذا الفيروس، كما أن غزارة المياه بها تقلل من كثافته. وأكد أستاذ علم الفيروسات بكلية الصيدلة بالمنستير، أن "مياه البحر والمسابح لا تنقل عدوى فيروس كورونا، لكن التجمعات وعدم احترام التباعد الجسدي عند السباحة أو الجلوس على شاطئ البحر كلها سلوكيات من شأنها تعزيز انتشار عدوى هذا الفيروس بشكل كبير". وأوضح أن "مياه البحر تحتوي على نسبة عالية من الأملاح وعلى مواد أخرى مطهرة مثل مادة (إييود) كما أن مياه المسابح مخلوطة بمادة الكلور وبالتالي فإن الغشاء الخارجي لفيروس كورونا يفقد فاعليته مما يجعله غير قادر على اختراق خلايا جسم الإنسان حتى لو تمكن من التسرب داخل الأنف أو الفم". من جهته، أكد المختص في علوم الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت بيار كرم، أن تعريض أغلب أعضاء الجسم لأشعة الشمس عند السباحة يمكن الجسد من التزود بكميات هامة من فيتامين "د" الذي يلعب دورا كبيرا في تعزيز المناعة لدى الإنسان. وأضاف المتحدث أن مياه البحر المالحة تشكّل على الأرجح بيئة قاسية قد يعجز الفيروس المسبب لكوفيد-19 عن مقاومتها. وشدد الباحث على أنه "لا نعلم على وجه اليقين ما إن كان الفيروس يعيش في المياه المالحة إلا أن احتمال بقائه على قيد الحياة فيها ضئيل جدًا ولا أدلة علمية قاطعة على ذلك".
وأضاف: "تركّز رذاذ عطسة شخص مصاب في هذه الكمية من مياه البحر سيكون خفيفاً جدًّا وانتقال العدوى إلى شخص آخر شبه معدومة".