عبد السلام وادو؛ اللاعب السابق للمنتخب المغربي من الجنوب الشرقي، مثال للشخصية المغربية الوطنية الحقَّة، اختار وطنه دون مساومة، ولا طمع ولا شرط، وطنيته نبعت ولاتزال تنبع من أفعاله، المغربي الأمازيغي الذي عاش بفرنسا، وترعرع في أحضان ما لذَّ وطَابَ من هذا البلد الأوروبي المتقدم. ترعرع فيه وتعلم مبادئ كرة القدم في مدارسه ونواديه، نال من فرنسا ما أحب، وحلم به سيرا على طريق والديه وأسرته الصغيرة، قدمت له كل العروض دون شك لتغيير قميص وطنه بقميص فرنسا، لكن رغم ذلك وغيره أبى إلا أن تصدح لسانه بحب الوطن الأم المغرب؛ رافعا شعاره مع الفريق الوطني المغربي، كلما أقدم المغرب على أي استحقاق كرويٍّ، وكلما نُودِي عليه.. عبد السلام وادو ورغم أن الجامعة المغربية لكرة القدم لم تلجأ اليه يوما لتستفيد من رصيده ومؤهلاته الفنية، والتقنية، والتكوينية؛ لا سيما أنه كان لاعبا قويا في الدفاع، و الوسط، ويتوفر على إمكانيات مشهود له بها في القيادة، والتسيير، وذو أخلاق لا تنقصها الرجولة، والرزانة، والتجربة، والاحترام، وحسن المعاملة، ويُوثِرُ على نفسه؛ مُسَاعدةً للناس وتضامنا مع محيطه.. هاهو عبد السلام وادو اللاعب الذي لم يطمع يوما في منصب، أو تعويض من بلده، ولا من الجامعة الكروية، يفرض ذاته بكل تواضع؛ عبر تلبية نداء الوطنية والمواطنة. يمد يد التعاون والمساعدة بأغلى ما يملك، وما جمعه في تاريخه الكروي من مال يقدر ب: مئة مليون سنتيم لصندوق دعم جائحة كورونا للتضامن، الذي دعا الملك لفتحه، ولم يقتصر فعل وادو الجبار على هذا فقط، بل قدَّم أجهزة إليكترونية تقدر ب732 لوحة إلى تلاميذ وتلميذات ورُحَّل إقليمه ومنطقته، للاستفادة من متابعة دراستهم عن بعد. كما قدم عبر تواصله الاجتماعي نداء إلى الجميع للمساهمة في إنجاح خطة الحجر الصحي، والاستجابة لكل تعليمات وإرشادات السلطات المغربية. دون أن ننسى مدى العناية الدائمة التي لطالما يقدمها عبد السلام وادو لأطفال وشباب وسكان منطقته وغيرها في سبيل التنمية منذ زمن طويل .. إن كتابتي حول هذا المغربي القح؛ عبد السلام وادو ليس من باب التشهير به، أو لمعرفتي الشخصية له، إنما عرفناه عبر التلفاز، ومقابلاته البطولية مع الفريق الوطني المغربي، وفي عز هذه الأزمة الكورونية العالمية، مما دفعني إلى الوقوف على هذه الشخصية الشهمة؛ حيث أشم فيه مثالا لحقيقة الوطنية و"تَمْغْرَابِيتْ". من خلال عبد السلام وادو، وأخلاقه التي لا يسع المقال لسردها جميعها، نتمنى، بل نرجو من غيره سواء أكانوا لاعبين، أو فنانين، أو أبطالا من مختلف الميادين، أوعلماء، ومن كل مغاربة العالم؛ التعبير عن مغربيتهم ووطنيتهم التي رضعوها من حَلَمَاتِ أمَّهاتهم البارَّات لأوطانهن، ومن أبائهم المُطِيعين لوصية الأجداد، بعدم التفريط في هذا الوطن العزيز ، كل يُساهم قدر المستطاع سواء لعموم المغرب، أو على الأقل لتنمية مناطقهم، ومد يد العون لفقرائها وشبابها وأطفالها ونسائها وجمعياتها لاسيما في خضم هذه المحنة الكورونية العصيبة...
تحية من القلب إلى عبد السلام وادو. زاد الله من أمثالكم، ومن نظير أعمالكم الجليلة الشأن، النبيلة الهدف، في سبيل حب الوطن. وحب الأوطان من الإيمان..وما تقدمونه من خير تجدوه عند الله، والله ويضاعف لمن يشاء.