"الطيبون للطيبات و الخبيثون للخبيثات" و لعل خير ما نبدأ به مقالنا و مع ظهور جائحة كورونا التي أغزت العالم بأسره, أصدرت قوانين و مراسيم تقضي بإغلاق دور الشباب, دور الثقافة, دور السينما و المقاهي بكافة أصنافها, و أيضا المساجد و التي هي خير ديار الدنيا. في عز الأزمة التي اجتاحت العالم, تأثرت جميع القطاعات بما فيها, مصدر الخبث و الخبائث, دور الدعارة التي كانت تعرف رواجا كبيرا قبل ظهور هذه الجائحة التي اعتبرها العالم أزمة فاقت أزمة 1929 من حيث الخسائر المادية حيث فاقت الخسائر كل المترقبات.
الجاريات العاهرات قرن بيوتهن, منهن من استغل شعبان لتطهير النفس, منهن من غير مواعيد العمل إلى الصباح, حيث و في عز عملية سمسرة المقدمين في التجارة في الممنوعات, عفوا, تأشيرة عبور الشارع التي أصبحت مورد رزق عدة مقدمين في المغرب الذين استغلوا حاجة ممارسات الذعارة إلى التأشيرة, فكان ربما عملية خيانة الزوجات, و ربما اعتداء لفظي "تحرش"
فالعاهرات في المغرب أغلبهن قرن البيوت, و الأمر جعلهن طاهرات, فالكورونا جاءت لتحيي النفوس و تقتل بعض الأجساد التي ستكون شهيدة التطهير, تطهير المجتمع من الخبث و الخبائث.
دور الدعارة اغلقت أبوابها إلى إشعار آخر, و على ما يبدو أن الاشعار لم يكن فبعد شعبان رمضان و بعد رمضان الصيف, نسبة الدعارة ربما قد تقل أو قد تهيج الجاريات للقاء الظلام, فالظلام لباس لهن و هن لباس الظلام, بالرغم من أن الظلام قد تبرأ منهن منذ بداية الخلق, فالدعارة الشرعية التي دعا لها بعض أتباع العهر فهي التي أباحها الأسود و ما الأسود إلا ضحية الخبث و الخبائث, فكان العاهرات الجاريات, اللواتي توظفن من أجل غاية في نفس يعقوب, الذي كان كفيفا, فيعقوب كان كفيفا لغياب يوسف العفيف, و أما الجاريات كفيفات على رؤية المباح و الحلال.
بعض عاهرات المغرب, هدفهن متعة من الدرجة الأولى قد تجدها تملك أميالا و أميال من الذهب و الثروة و قد تقوم بعمل فخ لضحية فتغتصبه.
كما أن بعض الذكور يغتصبون النساء الحرائر, كذلك هناك بعض الجواري اللواتي يستطردن فرائس لتلبية رغبة.
كما أن للكورونا تداعيات خطيرة على عقيدة الجارية التي كانت مهوسة بالنوم في بيتها صباحا و النوم بين الأحضان ليلا, فتقلب حياة العاهرة التي كانت تنام ليلا و تنام صباحا, ففي الصباح صارت تستفيق على نغمات, صباح الخير بنتي, و قد عهدت الحنان بصيغة أخرى.
اعترافات خطيرة تقوم بصنعها و تأليفها بعض الجاريات, عن سبب اعتناقهن دين الممارسة الغير شرعية جواب وحيد و يختلف في صياغته "لم أجد الحنان'' و من أجل كل هذا فإن الكورونا تعتبر عملية تطهيرية فالحنان الذي كن يبحثن عنه هؤلاء الفتيات التي أطلق علهن المجتمع و الدين كلمة عاهرة و العهر في اصطلاحه العام هو كل ممارسة لاأخلاقية غير شرعية, لكن و كتعريف الجاريات له, حرية شخصية و البحث عن ضحايا, و مورد رزق هذا جسدي أفعل به ما شئت و من أنت الذي تسألني عن نفسي أنا طاهرة على الأقل أعلنت خبثي أمام الجميع, عكس أنت الذي تدعي الطهارة و أنت أخبث من مفهوم الخبث بحد ذاته, فالفتنة أشد من القتل, و سورة المنافقون أطول حجما من سورة الكافرون.
قد ترى الجارية كافرة و لكن من يكون رفقة العاهرة فهو منافق, أن يصرح لأمه أو زوجته أن رفقة صديقه أو مهمة عمل و هو بين أحضان جارية, فذلك هو النفاق الذي جعله الله أشد من الكفر, قد يمحوا الله ذنب الكافر و ما شأن المنافق.
لسنا في محل الدفاع عن الجارية و لكن الجارية و بعد أزمة كورونا ستكون طاهرة, أما من يلبي للجارية ما تريده فقد يقوم بجلسة اعتراف لزوجته و أمه.
و ماذا عن الجاريات اللواتي تعتبر هذه فرصة نقاهة و راحة و بعد سنوات من حمل الأثقال, و ماذا عن الخبيثين الذين يعتبرون هذه فترة راحة و جمع طاقة, ليس هناك مصطلح عاهرة في الأصل, فهناك عاهر و عاهرة, إن لم يكن كذلك فالعاهرة ستكون لوحدها في الخلوة تقوم بما يلزمها بنفسها, فالله فرد أما البشر زوج و هذه سنة الله في الأرض, لكن هذا الزوج قد طغى, في الأرض, منهم أقوام إسحاق و لوط, الذين طغوا في الأرض, و ما هؤلاء إلا تبع القوم .
أختي العاهرة, أخي العاهر, إن دياركم قد أغلقت و ديارنا أغلقت, و دار النبي أغلقت, فكل الديار أغلقت, و لعل هذا الفيروس القاتل, ليس النفس الطاهرة بل من أجل إحياء الطهارة التي ماتت, من أجل إحياء المتطهرين الذين قلوا, ديار خالية و حانات فارغة, مقاهي مغلقة, ''الطيبون للطيبات و الخبيثون للخبيثات"