بكل لغات العالم, رفقا بهذا الشعب, لا تأخذكم العزة بالاثم, لا تعدوا صبره ضعفا, قبوله ورضاه جبنا, اعملوا ليوم لا ينفعكم فيه تنازلات ولا إصلاحات, احذروا غضب بركان طال خموله' تذكروا واعتبروا من أمم غير بعيدة عنكم زمنا ومكانا طغوا في البلاد و أكثروا فيها الفساد, فانتقم شعبهم لنفسه ونكل بهم وكذلك أراد. مالكم إذا بطشتم بطشتم جبارين, وإذا وليتم المناصب غذوتم متكبرين, وإذا ذكر الشعب اشمأززتم ووليتم مدبرين. وإذا نصحتم كنتم من المتطيرين, وإن أنذرتم تحملقت أعينكم من الرعب فزعين. فلا ورب العزة لأنكم غافلين ولخطورة الأمر لغير مدركين, وعن الحق معرضين, وبمصالحكم منشغلين وكذلك باقين إلى أن يأتي اليوم اليقين. تطمح الحكومات, فتضع البرامج والمخططات فتفشل ولا ضير, حيث تبقى بشعبها دائما أبر, وسعيها لرقيه دؤوب مستمر, وللوطن في القلوب حب ومقر, لكنكم تعاقبتم وتشابهتم, كثرتم وتوحدتم, لمناصبكم ناضلتم ولكراسيكم أوفيتم و الشعب أفقرتم وللمُجد والشريف أقصيتم والفاسد أعليتم, والمواطن احتقرتم و بالأجنبي تشرفتم. كل هذا ولا بأس, لكن أن تصلوا بالشعب درجة الاحباط واليأس, وأن تشربوا الصغير والكبير من نفس الكأس ذلك ما لن يسبقكم إليه أحد من العالمين, وأن تضطهدوا المواطنين المستضعفين وتذروا المفسدين في نعيم ذاك مايخجل منه كل أبي أمين. فماذا بعد اليأس إلا الانتحار, وماذا بعد الموت ألا الاندثار.فبقاء الأبطال أو موت الأخيار. اعلموا أن للحق طريق وللباطل طرق, فلا تحسبن الشعب غافل وغبي وإنما حليم أبي .رحم الله أحمد مشاري العدواني حين قال:
أعصروا الخمر من دمي واشربوها معتقة واتركوني وأعظمي ولحومي الممزقة واتركوني ومأتمي ليس لي فيكم ثقة