ساعة للتدرب على اخلاء المؤسسات و الخروج الى الشارع. استفاد الشعب المغربي و خصوصا فئة التلاميذ الذين لم نرهم في الشوارع منذ مدة. على غرار تلاميذ الدول الغربية, حيث تعمد بعض حكوماتها الى اخضاع التلاميذ لبرنامج تدريبي لكيفية التعامل مع الكوارث, و العمليات الارهابية... و ذلك من أجل التمكن من شروط السلامة و الأمان, و ذلك بواسطة برامج صارمة تخضع التلاميذ لعمليات اخلاء المؤسسات التربوية أو الاحتماء بالملاجئ و الأماكن الآمنة تبعا لخطط أمن و بروتكول صارم حفاظا على سلامتهم الشخصية و سلامة من معهم. و هي البرامج التي تروم اعداد المواطن في سن مبكر لكيفية التعامل مع الأسوء بشكل محترف, و علمي, و منضبط, حتى تتمكن الأجهزة و الأطقم الطبية,و الأمنية, و الوقاية... من التدخل بشكل حاسم لانقاذ ما يمكن انقاذه و لتلافي كوارث محققة في الأرواح, و الممتلكات. كما يجعل من أي تقصير من اي جهة كيف ما كان صفتها تحمل مسؤوليتها بقدر اهمالها أو مشاركتها في ذلك بالقصد أو التقصير. فما إن تنطلق صفارات الانذار حتى ترى التلاميذ يهرعون بصفوف منتظمة نحو منافذ و مسالك الطوارئ متبعين التعليمات التي قدمت لهم بشكل جدي, رغم علمهم أنها عمليات محاكاة فقط. الحكومة المغربية بذكائها المعهود, و تبعيتها للغرب, استنسخت هذه التجربة و طورتها بمعرفتها, طبعا, و لم تنتظر برامج التداريب لتهيئ التلاميذ لهذا النوع من التداريب التكتيكية للوقوف على جاهزيتهم لاخلاء المؤسسات التربوية تحسبا لأي طارئ. و بالفعل استجابت جموع التلاميذ و في وقت قياسي عبر ربوع البلاد بشكل عفوي و تلقائي, و هو الشيء الذي أربك السير العام للمؤسسات التعليمية, و الادارة و الاجهزة الأمنية التي لم يؤخذ رأيها بعين الاعتبار في المسألة.
السيد رئيس الحكومة, لقد حزم الجميع أمرهم على مغادرة الصيف, و استعدوا لأجواء الخريف و برد الشتاء, تاركين وراءهم ذكريات عن الصيف تختزنها صور هواتفهم الذكية يتشاركونها مع اصدقائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي, و الآن أصبح لديهم صور و فيديوهات جديدة كسرت الروتين, صور وهم خارج فصول الدراسة يهتفون و يصرخون بحناجرهم و بصوت عال بالساحات و الشوارع العمومية ضد الساعة غير القانونية التي أصبحت شعارا للنضال البكر بدل الإنذار المبكر الذي يطلق قبل اية كارثة.