منذ شهور، سعت جهات عديدة إلى احتضان "مول الدلاحة" الذي ظهر بجهة الناظور و الذي اعتبر نفسه ملكيا أكثر من الملكية نفسها وجعلها حصريا لديه ! من خلال تلك الفيديوهات التي ظهرت له على اليوتوب و التي يُكرر فيها نفسه بطريقة يعادي من خلالها حركة 20 فبراير ومن يناصرها.. وظهر بالموازاة كذلك "مول الشاقور" عبر فيديوهاته ومن ورائه علم البلاد، والذي أعطانا درسا في الوطنية والحرية عبر مقاربة جديدة تسمى بالتغيير عبر "الشاقور" ! بين مول "الدلاحة و الشاقور" يمكن أن نتحدث عن تسويق لأفكار إلى حد بعيد تعتبر مسمومة تشجع على العنف و الكراهية وتسويق نماذج سيئة لأبناء الوطن، الذين تغيب لديهم طرق وتقنيات التواصل و إيصال الأفكار و التعبير عن الاراء السليمة... في تلك المرحلة لم تتدخل أي جهة للحد من تلك "الكارثة" و حجز الوسائل التي كان يُعبر بها بتلك الطريقة ! وأعطي حينها نموذج سيء و شكلت صورة مشوهة حول المغاربة وكيف يعبرون عن أرائهم و مواقفهم في القضايا الكبرى، أمام العالم العربي تحديدا والذي يمر بامتحانات عسيرة في الديمقراطية و الحرية... اليوم وفي موعد مع التاريخ، تدخل أحد المسؤولين ليصف ب "التخربيق" اختراع شاب لطائرة صغيرة بمحركين، اعتمد في تركيبها على الخردة، ويبلغ وزنها 140 كيلوغراما، وتصل سرعتها 200 كليومتر في الساعة، الشاب ينحدر من دوار الحساسنة بنواحي برشيد، والذي أخبر من طرف عامل إقليمبرشيد أن السلطات ستصادر منه الطائرة الصغيرة التي اخترعها.. ومن المفروض والمنتظر أن يحدث عكس ذلك تماما وذلك بأن يعرف مقر العمالة عقد لقاء صحفي يعلن فيه عن المراحل التي قطعها المخترع الشاب ويعلن من خلالها في إلتفاتة صغيرة أن برشيد عاصمة الاختراع والإبداع وبرغم من صغر المدينة ومحدودية و ضعف بنياتها التحتية إستطاع شبابها ان يصنعوا المستحيل ! " مول الطيارة" لا ينتظر أن تصنّع طائرته و تسوق لتنافس البوينغ و الإيرلايز، وكبريات شركات صناعة الطيران العالمية، و لكن يريد فقط أن يظهر على أن للوطن أبناءه البررة مبدعون بعيدا عن الصور النمطية التي ألصقت بهم منذ سنوات مضت ! على الأقل تشجيعا و تكريما لمحمد نحمد صاحب الإنجاز، وجب عرض طائرته وسط اكبر ساحة في المدينة التي يسمح فيها أن تعرض العاهرات أجسادهن لجلب الزبناء و لو بغير علم ! والسماح لزوار المدينة بأخذ صور تذكارية بجانب الطائرة الصفراء، وخلق الثقة في النفس لدى الشاب المخترع وتحفيزه للتفكير في اختراع جديد يلائم أكثر حاجيات الدولة ! أتساءل هل يريدون منا شبابا يصنع فقط طائرات ورقية كتلك التي كنا نصنع في حصص مادة التفتح الفني بسنوات الدراسة الابتدائية مكتوب على أجنحتها.. "تقطع عند الإنتهاء من اللعب " و يقطع معا حبل الحلم! أتساءل لماذا نحن في بلد يخاف من الإبداع و نتساءل في كل مرة، لماذا تهاجر عقولنا إلى بلاد بعيدة.. بلاد تعترف بأن النجاح هو سلسلة تكرر محاولات فاشلة حتى تتحول إلى ناجحة !