اندلعت اشتباكات متفرقة في أنحاء اليمن يوم الاثنين مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود في الشمال في الوقت الذي انتشرت فيه قوات عسكرية لكبح جماح الاحتجاجات التي شهدتها أجزاء مختلفة من اليمن للمطالبة باستقالة الرئيس علي عبد الله صالح. وهزت احتجاجات بدأت قبل أسابيع اليمن وقوضت سلطة صالح الممتدة منذ 32 عاما وبدا أن كلا من الطرف المؤيد لصالح والطرف المعارض له بدأ في اللجوء للعنف بشكل متزايد. وقتل سبعة متظاهرين وثلاثة جنود في اشتباكات منذ يوم السبت ليرتفع بذلك عدد قتلى الاضطرابات في اليمن الى أكثر من 30 شخصا. وأدانت الولاياتالمتحدة التي ترى في صالح منذ وقت طويل حصنا أمام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن اراقة الدماء وأيدت حق اليمنيين في تنظيم مظاهرات سلمية. وذكرت وكالة سبأ اليمنية للانباء أن جنديين وضابطا قتلوا مع اندلاع الاشتباكات في محافظة الجوف بشمال البلاد المتاخمة للسعودية. وقال مسؤول محلي ان حدة القتال زادت بعد أن اقتحم محتجون مبنى للبلدية. وأطلقت القوات الامنية النار عليهم مما أسفر عن اصابة عشرة لكنها لم تتمكن من منعهم من السيطرة على المبنى. وفي محافظة مأرب في وسط البلاد حيث يوجد عدد من حقول النفط والغاز التي تديرها شركات دولية طعن رجل المحافظ ناجي الزيدي مما أسفر عن اصابته بجروح بالغة عندما حاول ومعه أفراد من الشرطة فض اعتصام شارك فيه الالاف. وذكر مسؤول محلي أن أعضاء من المعارضة طعنوا المحافظ وأصابوا ثلاثة اخرين عندما حاول الامن منع المحتجين من التحريض على الفوضى. وقدم صالح تنازلات شفاهية كثيرة للمحتجين ووعد بترك السلطة في 2013 وعرض وضع دستور جديد للبلاد يمنح البرلمان سلطات أكبر لكنه يرفض تماما الطلب الرئيسي لمعارضيه بالرحيل فورا عن الرئاسة. وحاول جنود مسلحون وعربات مصفحة في العاصمة صنعاء محاصرة منطقة يعتصم فيها نحو 20 ألف من معارضي الحكومة منذ أسابيع. وقال المحتج طه قايد ان المحتجين يتوقعون تعرضهم لهجوم في أي دقيقة لكنهم عازمون على البقاء لحين سقوط النظام. وفي تعز الواقعة على بعد 200 كيلومتر جنوبي صنعاء وهي واحدة من كبرى المدن اليمنية التي تشهد احتجاجات مناهضة لصالح أطلقت الشرطة أعيرة نارية في الهواء لتفرقة عشرات الالاف من المحتجين. وأصيب ثلاثة لكن المحتجين واصلوا التظاهر. وقال سكان ان الالاف يحتجون في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج بجنوب اليمن. وقال أحد السكان لرويترز عبر الهاتف "الحوطة في حالة شلل. دعت المعارضة لاضراب عام احتجاجا على قمع المتظاهرين." وأضاف أن كل الاسواق مغلقة وأن قوات الامن منتشرة حول المدينة. وقال سكان محليون ان أكثر من عشرة الاف شخص يتظاهرون أيضا في محافظة الضالع الجنوبية التي اشتبكت الشرطة كثيرا فيها مع جماعات انفصالية مسلحة. وألهمت احتجاجات شعبية في تونس ومصر موجة الاضطرابات في اليمن الذي يواجه الحوثيين في الشمال وتمردا انفصاليا في الجنوب. وانضم عدد من حلفاء صالح في الآونة الاخيرة الى صف المحتجين المحبطين بسبب تفشي الفساد وارتفاع معدلات البطالة في اليمن الذي يعيش 40 في المئة من سكانه بدولارين أو أقل في اليوم ويواجه ثلث سكانه الجوع المزمن.