تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بقضية "حرق جثة مغربي". الأمر لا يتعلق برغبة الزوجة أو الأهل، وإنما يتجاوزه إلى رغبة المتوفي التي يناصرها البعض في حين يرفضها البعض الآخر. الجدل تولد مباشرة بعد أن قضت محكمة استئناف فرنسية الخميس الماضي بتأييد حكم ابتدائي يقضي تسليم جثة مهاجر مغربي لزوجته الفرنسية، قصد حرقها، على الطريقة الكاثوليكية. وسائل إعلام فرنسية، أوضحت أن "حسن.إ" كان مقيما في مدينة بوردو ومتزوجا بسيدة فرنسية، كما ذكرت أنه بقي في المستشفى 5 أيام بسبب لدغة حشرة قاتلة، قبل أن يفارق الحياة عن عمر يناهز 47 عاما. وبينما صرح أخ المتوفي، قائلا: "أخي متزوج بامرأة فرنسية، وتوفي عن عمر يزيد عن 47 سنة، نشهد نحن إخوته، ووالدته بأنه مسلم، وتُوفي مسلماً، كان يزورنا باستمرار، ونحتفل جميعاً بالمناسبات الدينية، ومنها عيد الأضحى". تقول زوجته الفرنسية بأنها "تريد تطبيق وصية شريك حياتها الراحل بحرق جثته بعد وفاته". هل يتدخل ملك المغرب؟ الصراع بين تطبيق الوصية ورغبة الأهل استدعى تدخل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، الذي عبر عن دعمه للأسرة، فضلا عن سفير المغرب لدى فرنسا الذي التزم بمتابعة الملف. النزاع لم يتوقف عند هذا الحد، والدة المتوفي راسلت الملك المغربي قصد التدخل بعدم حرق جثة ابنها، وكتبت: ".. وكلنا أمل في تدخلكم السامي، رحمة بنا وبجثة ابني، وبكل رعاياكم الأوفياء بالمهجر، وغيرة على حرمة الإسلام والمسلمين..". من جانبه، قال مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، إن الحكومة لن تقبل بالمطلق حرق جثة مهاجر مغربي بفرنسا. وصرح: "نرجو أن تقع مراجعة الحكم القضائي الابتدائي؛ لأن الأمر فيه مَسٌّ صريح بكرامة المواطن المغربي وبشعور عائلته". "السوشل ميديا" تدخل الخط يذكر أن جثة المتوفي ما تزال محفوظة في ثلاجة للأموات في أحد مستشفيات "بوردو" بفرنسا. ويرفض البعض هذه النهاية "الحزينة" والحكم "غير الإنساني على المتوفي، داعمين قرار الأسرة بدفنه إسلاميا.
لكن في المقابل، يعتبر المؤيدون للحرق الوصية كافية لتطبيق رغبة الشخص الذي اختار مصير جثته بنفسه، ولا يجب المساس بهذا الحق ولا داعي لمناقشة الأمر أصلا. ومن هنا يرون أنه ينبغي إحراق الجثة طبقا لرغبة صاحبها.