يتحفظ المغرب وخاصة الملك محمد السادس على استقبال بعض قادة أوروبا ومنهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بسبب محاولة اختزال العلاقات فقط في ملفات أمنية، ومنها محاربة الهجرة. وكان ملك المغرب قد تذرع بمشكل في أجندته العملية حتى لا يستقبل الملك فيلبي السادس، وتأجلت الزيارة ثلاث مرات خلال السنة الأخيرة. ويحدث هذا لأول مرة في تاريخ العلاقات بين المغرب واسبانيا رغم العلاقات التي قال عنها فيلبي السادس منذ أسبوع أنها استراتيجية. وكشف مصدر الماني عن وجود مساعي لبرلين لقيام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بزيارة الى المغرب ولقاء الملك محمد السادس لمعالجة قضايا ثنائية وعلى رأسها الهجرة، وكانت المستشارة ميركل قد أعربت منذ سنتين عن هذه الرغبة. لكن المغرب تحفظ على استقبال ميركل لأنها اختصرت العلاقات الثنائية في قضايا الهجرة بدل الحديث عن تطوير العقلات الشاملة. وكانت رغبة ميركل بزيارة المغرب قد تزامنت ووفود آلاف المغاربة بطريقة غير قانونية على المانيا طالبين اللجوء، ومنهم من تقدم بصفته سوريا، وكان البرلمان الألماني قد اعتبر المغرب برفقة دول مغاربية أخرى مناطق غير آمنة. وبسبب حسن علاقاتها مع المغرب، تطالب دول أوروبية من فرنسا إقناع المغرب بمحاربة جدية للهجرة السرية بعدما تحولت سواحل جنوباسبانيا الى المدخل الرئيسي للهجرة السرية نحو أوروبا منذ السنة الماضية، نتيجة تشديد إيطاليا الحراسة على سواحلها بعد وصول اليمين المتطرف الى الحكم، وجرى نقاش حول هذا الموضوع بين رئيس حكومة اسبانيا بيدرو سانتيث والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ أيام. ونقلت القناة التلفزيونية “لسيكستا” الإسبانية الجمعة الماضية شرطا تقدم به المغرب الى اسبانيا لمحاربة الهجرة السرية وهو ضرورة تقديم الاتحاد الأوروبي للسلطات المغربية معدات ومساعدات مالية تساوي 60 مليون يورو للمساهمة في حراسة شواطئه، وهذه المعدات هي عبارة عن ردارات وسيارات الدفع الرباعي وزوارق سريعة وتمويل مالي لمراقبة المهاجرين واعتراضهم في البحر. ويلمح مسؤولو المملكة المغربية عن رفضهم تحمل نفقات حراسة حدود أوروبا وهو البلد الفقير مقارنة مع دول أوروبا، وخاصة في ظل وجود حدود طويلة على الواجهة المتوسطية وجزء من الواجهة الأطلسية ثم مياه جنوب المغرب في الصحراء حيث تنطلق قوارب الهجرة نحو جزر الخالدات.