يكاد ما حدث في الأندلس وقصة سقوطها من المسلمين أشبه بما نعيشه حاليا منذ مطلع القرن العشرين : يحكى أنه بعد سيادة المسلمين على بلاد الأندلس وهروب الكثير من المسيحيين والإسبان بعيدا عن بلادهم خوفا من القتل إن لن يدخلوا الإسلام أو يدفعوا الجزية أن ملكا من ملوكهم الأشداء كان يراقب وضع الأندلس تحت حكم المسلمين ويرسل جواسيسه لمعرفة أحوال بلاده المسلوبة وكيف ولى حكامها الجدد .. مرة دهب أحد الجواسيس وبعد قطه الوادي وجد جل رجالات وشباب المسلمين يختبرون قواهم وطاقاتهم في الحرب ولفت إلى شابين في زاوية منفردين يبكيان ..سأل الجاسوس أحدهما ما يبكيك ؟! فأجاب كنت أتدرب على الرماية وأخطأت الهدف وأخاف أن يحصل لي نفس الشيء في الحرب الواقعية مع الكفار. وسأل آخر ماذا بك؟! فأجابه فاتني الفجر لم أصليه في وقته . رجع الجاسوس إلى الملك قائلا الهجوم لم يحن بعد يا سيدي وقص عليه ما رآه كحجة على حكمه ذلك. وظل الملك لسنوات يراقب الوضع ويستعد للهجوم على المسلمين في الوقت المناسب .. وفي مرة من المرات أرسل جاسوسا آخر ولما تسلل بين الناس وجد جماعة منهم يراقبون جماعة من الجواري الفاتنات وسألهم ماذا تفعلون فقالوا نتسابق أينا يظفر بأجملهن.. ولفت نظره شابين في حالتين بئيستين من الحزن ولضجر والبكاء .. سألهما ما بكما حزينين؟! فقال الأول تركتني حبيبتي والثاني قال لقد ضاعت مني قلادة من الجواهر التي سأهديها لعشيقتي .. رجع الجاسوس وحكى للملك ذلك وقال لقد حان الوقت للهجوم وهو ما فعله وتكبد المسلمون أفضع هزيمة تم من خلالها إغتصابهم من بكرة أبيهم واستحيت النساء وانتحرت الخائفات من ذلك والمغتصبات معا وقتل الرجال وشتت الجمع واستعاد المسيحيون ومن معهم الأندلس على شساعتها وغناها . هكذا فلما قويت شوكة المسلمين وبقوا على دينهم وأخلاقهم وظلوا مستعدين للحرب كما لو أنها ستحدث في أية لحظة ولزموا العمل والعبادة معا كان يحتاط منهم عدوهم ويقدرهم تقديرا .. ولكن بعدما ركنوا للعشق والحب وملذات الدنيا ونسوا واجباتهم وما يتربص بهم ...أصبحوا لقمة سائغة لعدوهم. إن التاريخ يعيد نفسه حاليا مع ما يشبه حال مسلمي الأندلس بقيادة الطبقات العربية من البورجوازية المتعفنة التي تتخبط في ملايير الدولارات من أموال المسلمين والشعوب ولا تعرف ما تفعل بها إلا تخذير مواطنيهم والدفع بهم نحو الهاوية ..ومن نتائج ذلك في الواقع شباب محبط مدمنين على كل شيء مخنثين وديوثيين حتى النخاع ..جل المجالات تغلفها ويؤطرها العشق والهوى والزواج والطلاق وفتاوي الحب واانوم وطرقهما في نيل السعادة والرخاء وترويج لأخلاق الفسق والتبرج والعهر والدعارة المقننة عبر أغلب الوسائل لاسيما الإعلامية..وتشجيع على بناء مجتمعات الإستهلاك "ولا خير في أمة تأكل فيما لا تنتج" شباب لم يعد يؤمن بهويته ويعرف دينه بعدما ظهرت ديانات في دين واحد وتعديلات في دين من الله ونفاق مع الله يتزعم ذلك نخبة ممن يدعون العلمانية والوسطية والإعتدال وهم من خريجي الغرب والحرب الصليبية الناعمة التي تشن على المسلمين بإسم الديموحرامية عفوا الديموقراطية وحقوق الإنسان والمساواة وحقوق الفكر والمعتقد وحرية الرأي ..حتى ظل البلدان الإسلامية تصنف كدول متقدمة ومتحضرة بقدر فسادها وانسلاخها عن دينها وأخلاقها وحضاراتها وبقدر تبعيتها وفرض إملاءات الغرب على شعوبها من طرف حكام كوسطاء مقابل ضمان استقرارهم في حكمهم وكراسيهم ودوام نعمتهم . أخرج للشوارع العربية لترى مع أو شاب أو شابة مدى تفسخ الخلق والخلقة مدى تشوه المظاهر فالرجل يقلد النساء والمرأة تتمظهر كالرجل وفي وسطهما من هو تائه بين هذا وذاك وسترى استعراض للأبدان والأزياء الغربية من آخر الموضات العالمية ملبسا ومأكلا وكلاما حيث لم يعد يرض المسلم أن يتحدث بلغته الأم ولم يعد حب الأوطان من الإيمان بل كلام للمناسبات فقط ..نقلد الغرب في القشور ولا نقلده في الألباب ؛ لم يتساءل الإنسان المسلم هل حاول المسيحي واليهودي أن يغير من دينه كما يعرفه متذ قرون مضت ليحل محله دين مسيحي وسطي أو يهودي وسطي أو ... لم يتساءل المسلم يوما عن تاريخ أمجاده وتقاليده لما كنا إسوة لغيرنا في الأخلاق والحرب والتقاليد والعلوم..ولم يعلم الأباء ولا المعلمون لهم أنهم في طريق خاطئ بل يوفرون لهم كل وسائل الترقي والتقدم في ذلك بغض النظر عمن يبيع ويشتري في البرامج الكارطونية والمناسبات.. لقد قال نيكسون في إحدى مؤتمرات القوى العظمى في العالم:" إننا لن ننتصر على العرب والمسلمين لا بالطائرات ولا الصواريخ ولا القنابل ولكن بالأغنية والمجلة والكأس والمرأة" ولعلها أربعة أمور تم قصدها بدقة حاليا الأغنية تدل على طغيان الموسيقى وإدمان الشباب عليها والمجلة إشارة لوسائل الإعلام المختلفة والتيكنولوجيا والكأس لكل وسائل الخمور والمخدرات والمرأة يعني إفسادها وزيغها عن دورها في المجتمع وفيها قال أفضل الخلق محمد عليه صلواته وسلامه فيما مضمونه "إذا صلحت المرأة صلح المجتمع وإذا فسدت المرأة فسد المجتمع" فبالله عليكم ما المرأة الصالحة اليوم ؟! فمن غير الجدات والكبيرات في السن واللواتي لم يعرفن القراءة والكتابة أي اللواتي لا يعرفن استخدام الهواتف من غير هؤلاء فما تبقي وهن العدد الكبير يساهمن في تدهور المجتمعات المسلمة عبر انسلاخهن عن طبيعتهن وما هو مطلوب منهن ..أنظر في أول شارع ومؤسسة وإدارة ونادي وحديقة سترى التبرج والعري والزينة التي قد لا يتمتع بها حتى أزواجهن في بيوتهم معهن ..أنظر كيف تربى الفتيات الصغيرات في التفسخ وارتداء ما تقطق من ملابس وما يظهر عوراتهن فكيف يمكن أن نقنع هؤلاء في كبرهن أن ذلك مخالف للصواي وقد شبوا وشابوا عليه؟!! بل أنظر للرجال من الآباء كيف أبكمت أفواههم وصمت آذانهم وكأنهم سحروا بأدمغة الضباع وألسنة الحمير وطلاسم الشياطين والعرافين!! أنظر إلى حال الشباب كذلك وقد شوهت أجسادهم بالأوشام الماسونية والأقزاع في الرؤوس التي نهى عنها الرسول العظيم !! وانظر لفتياتنا وطالباتنا يمتلكن أغلى الهواتف والتكنولوجيا التي تتجاوز أثمنتها دخل والديهم في الشهر ودخل الأسر الفقيرة في العام !! أنظر في كل حديقة وزاوية منعزلة ستجد م كل زوجين خارج الحلال وتالثهما الشيطان !!أنظر كيف يمكن لطالبة أو تلميذة جميلة متزينة أن تستميل أستاذها إليها وتتلاعب في الدرجات والميزات بين زملائها بسبب غياب الوازع المهني والأخلاقي والديني بين الجميع!! إن السبب في ذلك كله يعود بالأساس إلى من يتحكم في برامج ومناهج وسياسات دولنا الإسلامية فهم من سيتحملون كل الوزر ،كل مسؤول بيده السلطة أو يعمل بقصد أو بلا قصد على الدفع بالمجتمعات نحو الهاوية ويعمل تحت أجندات خارجية أو معتقدات تخالف ما شرعه الله ورسوله وما تم التعاقد معم وشعوبهم.
كل ذلك إذن مما تعيشه المجتمعات العربية والإسلامي جعل الغرب يعرف أن الوقت قد حان للإنقضاض عليها والنيل من خيراتها بكل الطرق والحروب الخبيثة ؛فمن الدول التي غزوها بشن الحرب عليها ومنها التي يستعمرونها إقتصاديا ومنها التي يوجهون حكامها سياسيا ومنها من هي على عتبات التدخل في أية لحظة..وفي العموم فجل الدول الإسلامية والعربية في قبضة الغرب بسبب انغماسهم في الملذات وتواطئ حكامها مع زعماء الحرب الصليبية الذين الذين يتقاضون أموال الشعوب مقابل حمايتهم بوعود ضمانهم حكمهم وكراسيهم وفي الحقيقة لا ناصر إلا الله حينما يستيقظ الحس الشعبي وتستجاب دعوات المظلومين التي ليس بينها وبين الله حجاب ..ولهم فيمن قضى نحبه ونجى بجسمه عبر ودروس لمن يعتبر وحين ذاك تذهب وعود أسيادهم وأموال الحرام المنهوبة من شعوبهم سدى وهباء منثورا..فلماذا لا يتم توزيعها على تقدم وتنمية بلدانهم حتى تتقدم ويصبحون هم عظماء الزعماء بعلومهم وصناعاتهم ومفخرة شعوبهم ونصرتهم لهم كما يحاول النزر القليل جدا من هؤلاء الحكام ولو بإكراهات ؟!!