لا نحتاج إلى خبير لتشخيص حالة غالبية الشعب المغربي، فيكفي أن تقوم بجولة في الأحياء المهمشة، والمستشفيات المتوحشة، والهامش الحاضن لكل المواطنين المتخلى عنهم في وطن يشهد تحولا اقتصاديا تلفازيا مزينا بأرقى أنواع المكياج العالمي يندثر مع أولى زخات المطر، حتى ندرك زيف الواقع الذي يروجونه ، ساعيين إلى أدلجة العقول وصناعة جيل يائس وخانع. ولعل هذا لم يأت صدفة، بل إن قسطا كبيرا منه جاء بفضل ساستنا الذين يتقنون الضحك على الذقون، ويستغلون ضعف وكدح شرائح عريضة في المجتمع، فيلعبون على تناقضاتهم ونواقصهم، ولما يصلون للهدف الذي يتوخونه ، يركبون على أعناقهم ويتربعون على كراسي المسؤولية بكل فخر واعتزاز، وذلك ببساطة لأنهم تقاضوا ثمن الديمقراطية التي كانوا يوهمون بها السواد الأعظم من الشعب المغربي الكادح. وهنا يحق لنا التساؤل : أليس هذه صورة قاتمة للساسة ببلدنا ؟ أليس هذا دليل واضح وبرهان ساطع على عمليات النصب والاحتيال الذي يمارسونه الساسة ببلدنا على المواطن المغربي في جل الاستحقاقات القولبية ؟ أوليس عجيبا أن يرفعوا في حملاتهم شعارات إصلاحية فلا تصلح إلا أحوالهم ؟ إنه مع استمرارية نفس الوضع المزري على مستوى الأحزاب السياسية منذ حقبة الاستقلال إلى الآن، فإنه حسب رأيي المتواضع، لا مناص من مطالبة الدولة المغربية بخوصصتها، نظرا لانعدام أية سياسة حقيقية ببلدنا. كل ما يوجد هو مجرد صفقات، وهذه الصفقات في حقيقة الأمر تحتاج إلى شركات لا إلى أحزاب انتهازية تتقاضى دعما من أجل تفقير الشعب وتهميش المجتمع.