ينكب خبراء مغاربة وأجانب خلال المؤتمر الإقليمي لأصحاب المصلحة المعنيين بنشاط الاتحاد من أجل المتوسط حول الاقتصاد الأزرق، الذي انطلقت أشغاله اليوم الأربعاء بمدينة نابولي الإيطالية (جنوب)، على بحث الإمكانيات الهائلة التي يوفرها الاقتصاد الأزرق من أجل تحقيق التنمية المستدامة و إيجاد فرص الشغل والاستثمار في المنطقة الأورو متوسطية. ويتيح هذا المؤتمر الإقليمي ، الذي تتواصل أشغاله على مدى يومين الفرصة للاستفادة من إمكانيات الاقتصاد الأزرق، بفضل توفر البحر الأبيض المتوسط على خط ساحلي طوله 46 ألف كلم وموارد بحرية وسمكية فريدة من نوعها. ولتحقيق هذا الهدف يلتئم أكثر من 400 من أصحاب المصلحة من كل أنحاء المنطقة المتوسطية ، من ضمنهم ممثلو الحكومات والسلطات الإقليمية والمحلية والمنظمات الدولية وأكاديميين و ممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني لمناقشة القضايا البحرية والنقل البحري بالمتوسط. و يتمثل الهدف الرئيسي لهذ الحدث في توطيد دعائم مجتمع الاقتصاد الأزرق المتوسطي العامل على تحقيق التنمية المستدامة لصالح المنطقة، فضلا عن إقامة شراكات و إطلاق مبادرات لتسخير آفاق النمو الأزرق. ويتضمن برنامج المؤتمر تنظيم 12 حلقة عمل تهم كافة القطاعات التي يشملها الاقتصاد الأزرق، ويتعلق الأمر بالوظائف والتدريب الأزرقين، والبحوث والابتكار، وريادة الأعمال الزرقاء، والتعاون بين خفر السواحل، والمناطق المحمية البحرية، والطاقة البحرية، إضافة إلى السياحة الساحلية والبحرية، ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. وبهذه المناسبة ، ستدشن الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط مركز المعرفة الافتراضي حول الاقتصاد الأزرق بعد تجديده، وهو منصة معلومات وتشبيك على الإنترنت لأصحاب المصلحة المعنيين بالاقتصاد الأزرق في منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما ستوق ع الأمانة العامة أيضا اتفاقية شراكة مع الهيئة العامة لمصائد أسماك البحر المتوسط التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) لتعزيز التعاون في مجال حماية البيئة البحرية والنهوض بالاقتصاد الأزرق. ويعرف المؤتمر مشاركة كارمينو فيلا، المفوض المعني بالبيئة والشؤون البحرية ومصايد الأسماك بالاتحاد الأوروبي، وفتح الله السجلماسي، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، وإنريكو غرانارا، الوزير الإيطالي المفوض ومنسق الشؤون المتعددة الأطراف الأوروبية المتوسطية، وشخصيات أخرى . وسيعقد غدا الخميس اجتماع وزاري غير رسمي لبلدان غرب البحر الأبيض المتوسط ،سيتم خلاله الإطلاق الرسمي لمبادرة التنمية المستدامة للاقتصاد الأزرق في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط. كما يتوقع أن يعتمد الوزراء من البلدان العشرة المشاركة (الجزائر وفرنسا وإيطاليا وليبيا ومالطة وموريتانيا والمغرب والبرتغال وإسبانيا وتونس) إعلانا يعرب عن التأييد السياسي الكامل للمبادرة التي اعتمدتها الهيئة في أبريل الماضي وصادق عليها المجلس في يونيو، ويتفقون على نظام حوكمتها، ويؤسسون لجنة توجيهية برئاسة مشتركة.