أكد "عبد الإله بنكيران" الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"يوم أمس الأحد 19 نونبر الجاري، في كلمته بمناسبة انعقاد الدورة الإستثنائية للجنة المركزية لشبيبة حزبه، أن الحزب مهم ولكن الدولة أهم منه. وكشف "بنكيران" أنه سبق واتصل ب"العثماني" حين لوح بتقديم استقالته من رئاسة الحكومة وقال له:" مادام الملك باغيك تماك بقا تماك فهذا عهد بيننا وبين جلالته وبقاءنا فيه المصلحة العليا للدولة واخا ايطيح الحزب طرف طرف فالحزب مهم ولكن الدولة أهم منه". كما شدد الأمين العام لحزب "المصباح"، على أن تشبث الحزب بالمؤسسة الملكية ليس موقفا تاكتيكيا، قائلا:"علاقتنا بالملكية غير قابلة للتغيير فهي قرار استراتيجي". وأضاف "عبد الإله بنكيران" فيما يتعلق بالموقف من الملكية:"موقفنا من الملكية عقائدي فيه الوفاء للبيعة لملوكنا إنه ذو خلفية دينية فنحن أمة مسلمة عندها منطق". وأوضح المتحدث أن حزبه "ليس تيارا ثوريا انقلابيا بل هو تيار إصلاحي يصلح بالتي هي أحسن ويعتبر عنصرا من عناصر الإستقرار مع جلالة الملك". قبل أن يعود ويشير(بنكيران)، إلى أن التشبث بالملكية لا يعني غياب الإختلاف، وقال:"الإختلاف يمكن أن يقع ولكن يجب أن يدبر بالأدب اللازم والقواعد الملائمة". كلمة "عبد االإله بنكيران" الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"، تحيل مباشرة على كلمة "عبد الرحمان اليوسفي" الكاتب الأول السابق لحزب "الإتحاد الإشتراكي" وعراب أول حكومة توافقية بالمغرب، التي سبق وألقاها في عز أزمة حزبه التنظيمية آنذاك. الكلمتان متشابهتان إلى حد كبير، سواء على المستوى اللغوي أوعلى المستوى المفاهيمي، ف"اليوسفي" في حينها شدد بدوره على أسبقية الدولة على الحزب، وأوضح استعداده للتضحية بالحزب الذي كان في أوج قوته في مقابل الحفاظ على الدولة وتقويتها، كما هو الشأن بالنسبة ل"بنكيران". إضافة إلى تشابه السياقين سواء السياسي أو التنظيمي، فكلمة "اليوسفي" كانت في وقت كان حزبه يعيش صراعا تنظيميا يمكن وصفه بالضاري، ونفس الشأن لحزب "المصباح" حاليا الذي يعيش بدوره على وقع أزمة تنظيمية حادة عنوانها الكبير التمديد ل"بنكيران" لولاية ثالثة على رأس الحزب من عدمه، أما على المستوى السياسي فحكومة "اليوسفي" آنذاك يمكن المجازفة بالقول أنها فشلت في منح المغاربة ما كانوا ينتظرونه منها، وهو ما وقع أيضا لحكومة "البيجيدي" التي لا نجازف إن قلنا أنها بدورها فشلت في إرضاء طموحات المغاربة في العيش الكريم والعدالة الإجتماعية... كما أن ظرفية تكوين حكومتي "اليوسفي" و"بنكيران" متطابقتين، فالأول كون حكومته بناء على مقولة "السكتة القلبية" التي كان يعيشها المغرب، والثاني كونها(الحكومة) بناء على مقولة إنقاذ المغرب من الفوضى، حيث يمكن القول أنه (بنكيران) جاء إلى رئاسة الحكومة، فوق ظهر حركة 20 فبراير. انطلاقا من هذا التشابه بين الكلمتين(كلمة بنكيران واليوسفي)، تأتي شرعية السؤال:هل هي بداية نهاية البيجيدي؟ فأكاديميا لا يمكن أن تكون نهاية الحزب الإسلامي الأول بالمغرب إلا شبيهة بنهاية حزب "الوردة" الذي كان في حينها أقوى حزب في المغرب، لكنه ومباشرة بعد كلمة "اليوسفي" المشار إليها والصراع التنظيمي الذي عاشه، اضمحل الحزب وفقد هويته وامتداده داخل المجتمع، وبالتالي فقد قوته الإنتخابية الضاربة، التي كانت تميزه عن باقي الأحزاب... فهل سيعيد التاريخ نفسه؟، ونشهد نهاية مأساوية لحزب "العدالة والتنمية" على جميع الأصعدة، وبشكل تدريجي كما حصل مع حزب "الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية"، خصوصا وحزب "بنكيران" بدأ يفقد بعد مفكريه ك"جبرون" و"الريسوني" ومجموعة من الأسماء الأخرى، وهو ما حصل أيضا وكان من مؤشرات اضمحلال حزب "الوردة"، الذي ابتدأ نزيفه بفقدان وابتعاد مفكريه عن الملعب التنظيمي ثم السياسي.