منذ توليه تدبير المكتب الوطني للأعمال الجامعية الإجتماعية والثقافية، أثار " إدريس بوعامي" الكثير من الجدل بالنظر للخروقات والتجاوزات التي سجلت في عهده، ليس فقط على مستوى المكتب الوطني نفسه الذي يعيش حالة غليان غير مسبوقة ، بل انتقلت العدوى إلى الأحياء الجامعية التي وضع يد من حديد على تفاصيلها، الأمر الذي كان محطة سؤال شفوي موجه لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، قدمه الفريق الإستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين مساء يومه الثلاثاء 8 من غشت 2017 ، حول وضعية الأحياء الجامعية بالمغرب والاختلالات التي تكتنفها. وفي إتصال هاتفي مع الأستاذ "محمد بنساسي" رئيس الإتحاد العام لطلبة المغرب حول الموضوع، نوه في بداية الأمر بالحس الوطني العالي للفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، و تسليطه الضوء على مثل هذه المواضيع و القضايا المهمة، والتي غالبا ما يتم تجاهلها وتهميشها، حيث وصف البادرة بالطيبة التي من شأنها أن تخدم الطالب والجامعة على حد سواء. وعبر بنساسي في حديث ل " أخبارنا المغربية " عن امتعاضه الشديد إزاء ما تعرفه الأحياء الجامعية عبر ربوع المملكة، من تهميش وإقصاء مقصود وممنهج على يدي مدير المكتب الوطني للأعمال الجامعية الإجتماعية والثقافية، كما انتقد ما وصفه بالمزاجية والارتجالية المفرطة التي يعتمدها "إدريس بوعامي" في تدبيره للأحياء الجامعية، حيث وضع يده على دواليبها، في إقصاء تام للمدراء والإداريين...، الذين يجدون أنفسهم يوميا في مواجهة مباشرة مع الطلبة، دون اختصاصات تأهلهم للاستجابة لمطالبهم، كما هو الشأن بالنسبة لمدير الحي الجامعي مولاي إسماعيل بالرباط، الذي جرده "بوعامي" بمقتضى قرار من جميع صلاحياته في بداية الموسم الجامعي 2017 /2016، وهذا ما يفسر التعطل الكبير والارتباك الخطير والعشوائية المهولة التي طبعت عملية استقبال وتسجيل و ولوج الطلبة إلى الحي المذكور. وتساءل بنساسي بدهشة واستغراب من يحمي "إدريس بوعامي" ؟ ومن يقدم له الدعم ؟ رغم تورطه في ملفات فساد خطيرة، وإدانته من قبل المجلس الأعلى للحسابات، لا زال يصول ويجول دون حسيب ولا رقيب على رأس مؤسسة حيوية واستراتيجية، يعبث كما يشاء بمصالح وحقوق ومكتسبات الطلبة يقول بنساسي. وأضاف رئيس الإتحاد كيف لنا أن نرتقي بخدمات الإدارة ؟ استجابة لخطاب العرش الأخير الذي انتقد فيه عاهل البلاد تقاعس الإدارة في خدمة المواطنات والمواطنين، ونحن لازلنا نسند المسؤوليات والمناصب لأشخاص فاسدين لا كفاءة لهم، همهم الوحيد امتلاك السلطة وتوظيفها لخدمة مصالحهم ومصالح من يدور في فلكهم. واستطرد المسؤول الطلابي قائلا على أن الأحياء الجامعية تعيش اليوم أسوأ حالاتها على مختلف الأصعدة والمستويات، إنطلاق من الاكتظاظ الذي أضحى مشكل حقيقي أمام الطلبة ولم يتم بعد الافراج عن العمارات الجديدة رغم جاهزيتها، بحيث الغرفة التي كانت في السابق مخصصة لطالبين أضحت اليوم تضم أربع طلبة، وهكذا دواليك... في ظروف تدمع لها العين وتقشعر لها الأبدان، بالإضافة إلى الأسرة القديمة والمهترئة رغم وجود أخرى جديدة ، غير أن إطلاق سراحها لا زال مرهون بتأشيرة "بوعامي"، فضلا عن ضعف خدمات المطعم الجامعي حيث ينعدم فيها الحد الأدنى لمعايير الجودة المتعارف عليها، أما حالة المستوصف الجامعي وظروف قاعة المطالعة... فحدث ولا حرج، رغم الميزانية الضخمة المرصودة لهذا الشأن، وأضاف بنساسي متسائلا : ألا يحق لنا كطلبة أن نتساءل على منهجية وطريقة صرف هذه الميزانية التي لا نلمس أثرها على أرض الواقع يضيف بنساسي؟ وطالب رئيس الإتحاد العام لطلبة المغرب وزير التعليم العالي بالتدخل العاجل لوقف هذا النزيف، والتفكير بشكل جدي ومستعجل في تدابير وإجراءات وبدائل حقيقية، كفيلة بإخراج الأحياء الجامعية من حالة الاحتقان التي تعيشها والنهوض بخدماتها، في انسجام تام مع شروط ومعايير الجودة خدمة للجامعة ومحيطها. هذا و قد حاولنا في " أخبارنا المغربية " الاتصال بالسيد إدريس بوعامي من أجل الإجابة على كل هذه التساؤلات المطروحة ، لكن تعذر علينا ذلك ، على أن نحاول مجددا في قادم الأيام .