برنامج "ضيف الاولى" استدعى الياس العمري رئيس حزب الاصالة و المعاصرة في حلقته الاخيرة لنقاش الحراك الشعبي من يتحمل المسؤلية. من الواظح ان السياسيين المغاربة لم يستوعب بعد أن الشعب المغربي سئم من الخطابات الفارغة التي لا تسمن و لا تغني من جوع. في هذا الحوار سياسي تم سرد و اعادة نفس أسطوانة الصراع بين الاحزاب السياسية و القذف .كلها خطابات و دعاية هدفها شيطنة الاخر . الياس العماري كان يحمل معه ملفات و وواثق حجة على ما يقوله. لكن في بعض الأحيان يرد بغضب تختلط عليه الأمور و تتبعثر اوراقه .هذا المشهد دكرني بالسيد موحى القانون رحمة الله عليه. هذا الشخص رحمه الله كان يعيش اضطرابات نفسية عادة تراه يحمل ملفات في يده ويجوب المقاهي و يتحدث عن القانون و القظاء في المنطقة الى درجة ان الكل يعرفه و يناديه بموحى القانون.
الحلقة و معدها تغافل التطرق للمشاكل الحقيقة التي يعاني منها الشعب المغربي .زمن الخطابات قد ولى ،على الاحزاب و الهيئات السياسة ان تقدم حلول عملية للشعب المغربي و عليها ان تعرف ان صبر الشعب بدء ينفد.
كان من المنتظر ان يقدم رئيس حزب البام موقفه و موقف الحزب من الفساد الذي ينخر المؤسسات العمومية و كان من المنتظر ايظا ان يطرح معد البرنامج أسئلة حول قضايا الفساد التي انتشرت رائحتها في كل مكان . لكن للأسف كانت الحلقة عبارة عن حلقة علاج نفسي لكيفية السيطرة و إدارة الغظب.
ماذا قدمه السيد العمري و معد البرنامج في هذه الحلقة من معلومات تفيد الشعب المغرب؟ لا شئ سوى الهجوم و الغظب على الاحزاب الاخرى في نفس الوقت تفادى الاقتراب من أشخاص و احزاب اخرى. خلال مدة البرنامج يضهر على و جه السيد العمري غظب وتعب شديدين فقدوه الصواب و التركيز. أفكار الياس العمري كانت مشتة و غير منسجمة. زِد على ذلك معد البرنامج الذي ترك المجال للسيد العمري ان يقول ما يشاء دون القدرة على التعقيب على اتهاماته. كما ان معد البرنامج تعمد تفادي بعض ملفات الفساد ربما ان خطا احمر و ضع للمعد و لم يريد تجاوزه.
لماذا لم يسأل معد البرنامج ضيفه عن قطايا الفساد التي يعرفها الشعب المغرب. أولها قضية التقرير الأخير عن المنظمة العالمية للنزاهة المالية التي كشفت انه تم تهريب ثروة تقد بأكثر من 400 ميليار درهم في ظرف 10 سنوات. لماذا لم يسأل المعد ضيفه عن الوسائل التي يمكن تتبعها من أجل اكتشاف مهربي أموال الشعب الى الخارج. هل يدعم الياس العمري لجنة تقصي الحقيقة حول هذا الموضوع.
لماذا لم يسأل معد برنامج "ضيف الاولى" السيد العمري عن أراضي خدام الدولة التي استفاد منها كبار موظفي الدولة وزعماء أحزاب سياسية، . هذه الفضيحة التي كشفت وثائق عن تفويت قطعة أرضية تبلغ مساحتها حوالي 4000 متر مربع بثمن رمزي قدره 350 درهما للمتر في ارقى احياء العاصمة. لماذا تجاوز هذا السؤال و لو يطلب من الياس العمري توضيح و كيفية محاسبة المسؤولين على اعتباره على رأس حزب سياسي.
لماذا تغافل المعد ملفات الفساد الكبرى و أكتفى التحريض. ومن بين هذه الملفات، ملف "السياش". ذكر السيد العمري المجلس الأعلى للحسابات ، هذا المجلس عدد في تقرير له فضائح الرئيس المدير العام السابق للقرض السياحي والعقاري خالد عليوة. حيث تمكن هدا الأخير استغلال منصبه لاقتناء شقتين مساحتهما (282 متر مربع و112 متر مربع) بأحد أجمل احياء بالدار البيضاء بثمن لا أحد يصدقه و سخير كل إمكانيات القرض السياحي والعقاري من أجل تجهيز الشقتين الكبيرتين. الآن السيد علوة الذي خرج من السجن و لم يعد. زِد على ذلك فضيحة شقق باريز.
الحلقة كانت عبارة عن منبر للسيد العمري لمهاجمة إعطاء الحكومة و اتهام الآخرين عن الأزمة التي يعيشها الشعب المغربي، و لم يقدم اي حلول لهذه المشاكل. لكن الحلقة كانت حصة ناجحة في العلاج النفسي للسيطرة و إدارة الغظب. كما يقول المغاربة السيد العمري "فش قلبو مزيان".