عشرات آلاف المهاجرين المغاربة غادروا بلدان الاستقبال وعادوا إلى أرض الوطن بعد أن أصبحت فرص العمل في بعض بلدان أوروبا نادرة بسبب اشتداد الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بهذه البلدان. وفي غياب إحصائيات رسمية عن عدد المهاجرين الذين قرروا العودة في انتظار انقشاع الأزمة، فإن الأرقام المتوفرة هي الصادرة عن بعض المنظمات المهتمة برصد وتتبع حركات تنقل المهاجرين عبر العالم وفي هذا الصدد فالمعطيات المتوفرة حول هذه الهجرة المضادة هي الصادرة عن المنظمة العالمية للهجرة. وفي آخر تقرير غير رسمي لها لعودة المهاجرين إلى أوطانهم بسبب الأوضاع الاقتصادية في أوروبا حسب المنظمة، جاء فيه أن المغاربة يأتون في الرتبة الثانية بعد الجزائريين بالنسبة للمواطنين المغاربيين متقدمين عن التونسيين. وبالأرقام فإن 4،2 في المائة من مجموع المهاجرين المغاربة في أوروبا عادوا إلى المغرب في العام 2011. والأرقام مؤهلة للارتفاع في الشهور القليلة القادمة، خاصة بالنسبة للمقيمين في إسبانيا واليونان، عكس إيطاليا التي بدأت تعرف بعض الانتعاش الاقتصادي مع الحلول التي بدأت في تطبيقها الحكومة الجديدة في إيطاليا. وينسب تقرير المنظمة العالمية للهجرة هذه العودة المضادة إلى البلدان الأصلية، إلى الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بلدن أوروبا الغربية، وخاصة إسبانيا وإيطاليا والبرتغال واليونان وانعكاسها على أوضاع المهاجرين من خلال الارتفاع المستمر للبطالة في صفوفهم، والذين لم يجدوا بعد انتهاء تعويض البطالة والمساعدات الأسرية إلا تفضيل العودة إلى أرض الوطن. للإشارة فإن الأزمة الاقتصادية في البلدان الغربية وبعدما بلغت ذروتها في السنتين الأخيرتين،خاصة في إسبانيا وإيطاليا وبريطانيا وإيرلندا واليونان، أول من أدى الفاتورة هم المواطنون المغاربيون، وخاصة المغاربة. وبالأرقام فقد بلغ معدل بطالة المهاجرين المغاربة في إسبانيا42 في المائة و47 في المائة في إيطاليا، وهو الأمر الذي أدى إلى تسريع وتيرة عودة المهاجرين المغاربة إلى أرض الوطن والبحث عن فرص أخرى للعمل. ويبقى المهاجرون المغاربة في هذه البلدان أول المتضررين، خاصة العاملين بعقود عمل في قطاعات البناء والسياحة والخدمات والعمال ذوي الكفاءات والمهارات الضعيفة، ومست الأشخاص المتراوحة أعمارهم مابين 22 سنة و45 سنة وبسبب الظروف الاقتصادية في أوروبا لم يعد المغرب بلد استقبال للهجرة المضادة من المغاربة المهاجرين فقط، بل أصبح وجهة كذلك للعديد من الأوروبيين المتضررين هم الآخرين من تداعيات الأزمة الاقتصادية في منطقة اليورو، ويأتي في المقدمة الإسبان والهولنديون وإلايطاليون والبرتغاليون. وتبقى مدن مراكش والصويرة وجهة الفرنسيين، في حين الإسبان والبرتغاليين والإنجليز يفضلون مدن طنجة وتطوان.