وسط حالة من الترقب للأوضاع السياسية والأمنية في الغابون ، تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء القارة السمراء صوب العاصمة الجابونية ليبرفيل اليوم الأربعاء لمتابعة قرعة النسخة الحادية والثلاثين من بطولات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم (الجابون 2017) المقرر إقامتها من 14 يناير إلى الخامس من فبراير المقبلين. ورغم هدوء الأوضاع نسبيا في الآونة الأخيرة بعد فترة من التوتر السياسي والأمني في الغابون عقب إجراء الانتخابات الرئاسية في أغسطس الماضي والتي أسفرت عن فوز علي بونجو، ما زال التشكك قائما في إقامة هذه النسخة من البطولة بالجابون.
وفيما تترقب المنتخبات 16 المتأهلة للنهائيات حسم مصيرها في البطولة من خلال قرعة اليوم، ما زال الجدل دائرا بشأن إمكانية نقل البطولة لمكان آخر في حال عودة التوتر الأمني الذي أسفر عن بعض الضحايا والخسائر في أعقاب الانتخابات علما بأن الكونفدرالية الأفريقية للعبة (كاف) أكد سابقا تمسكه بإقامة البطولة في الغابون.
وتنتظر المنتخبات المشاركة في البطولة قرعة البطولة لتحديد برنامج استعداداتها في الشهور الثلاثة المتبقية على البطولة لاسيما وأن قائمة المتأهلين للنهائيات تبشر ببطولة قوية ومثيرة فيما تمثل قرعة اليوم ضربة البداية الأولى لهذه البطولة الكبيرة.
وتشهد هذه النسخة عودة المنتخبين المصري والمغربي إلى النهائيات علما بأن المنتخب المصري الفائز باللقب سبع مرات سابقة منها ثلاث مرات متتالية في 2006 و2008 و2010 غاب عن النسخ الثلاث الماضية في 2012 و2013 و2015 .
وفي المقابل ، تفتقد هذه النسخة المنتخب النيجيري أحد عمالقة القارة حيث يغيب عن النهائيات للمرة الثانية على التوالي رغم تاريخه الرائع في البطولة.
ومع عودة المنتخبين المصري والمغربي إلى النهائيات ، تشهد البطولة هذه المرة تواجدا عربيا قوي حيث تشهد أيضا مشاركة المنتخبين الجزائريوالتونسي لتمثل الكرة العربية 25 بالمئة من مقاعد البطولة مع فرص متباينة لكل من المنتخبات الأربعة في المنافسة على لقب البطولة.
وقسمت منتخبات البطولة إلى أربع مستويات نضم كل منها أربعة منتخبات حيث وضع المنتخب الجابوني ممثل البلد المضيف ضمن فرق المستوى الأول كما سيكون على رأس المجموعة الأولى عندما تجرى القرعة.
وجنبت القرعة المنتخب الغابوني المواجهة المبكرة مع نظيره الإيفواري حامل اللقب والذي وضع على رأس المجموعة الثالثة مما يعني عدم لقاء المنتخبين حتى الدور الثاني (دور الربع) على الأقل.
وجرى تصنيف المنتخبات الأخرى على المستويات الأربعة طبقا لنتائج هذه المنتخبات في تصفيات بطولات كأس الأمم الأفريقية 2013 و2015 و2017 ونتائجها في بطولات كأس الأمم الأفريقية الثلاث الماضية 2012 و2013 و2015 بخلاف نتائجها في تصفيات ونهائيات بطولة كأس العالم الماضية (مونديال 2014 بالبرازيل) .
وأسفرت تطبيق هذه المعايير في التصنيف عن تراجع المنتخبين المصري والمغربي للمستوى الثالث خاصة مع غياب المنتخب المصري عن النسخ الثلاث الماضية من البطولة الأفريقية وفشله في التأهل للمونديال البرازيلي كما غاب المنتخب المغربي عن كأس أفريقيا 2015 والمونديال البرازيلي.
كما ينضم إليهما في هذا المستوى منتخبان كبيران هما الكاميروني والسنغالي حيث غاب المنتخب الكاميروني عن بطولتي أفريقيا 2012 و2013 وغاب نظيره السنغالي عن بطولة 2013 بجنوب أفريقيا.
وفي المقابل ، فرض المنتخب الجزائري نفسه بقوة على فرق المستوى الأول من خلال نتائجه في تصفيات ونهائيات بطولات أفريقيا الماضية وكذلك في المونديال البرازيلي.
وإلى جانب منتخبات الغابونوالجزائر وكوت ديفوار ، يضم المستوى الأول أيضا منتخب غانا (النجوم السوداء) فيما يضم المستوى الثاني منتخبات تونس ومالي وبوركينا فاسو والكونغو الديمقراطية ويضم المستوى الرابع منتخبات طوغو وأوغندا وزيمبابوي وغينيا بيساو.
وهذه هي المرة الأولى التي يتأهل فيها منتخب غينيا بيساو للنهائيات ليكون الوجه الوحيد الجديد على البطولة في هذه النسخة لكنه فرض نفسه بقوة في التصفيات وشق طريقه إلى النهائيات على حساب الكونغو الديمقراطية وزامبيا وغينيا الاستوائية.
وتواجه المنتخبات العربية احتمالات مزعجة لأنصارها في قرعة اليوم حيث يمكن للقرعة أن تضع ممثلي الكرة العربية في مواجهة صعبة وقوية مبكرة بوقوع منتخبين أو ثلاثة من المنتخبات العربية الاربعة في مجموعة واحدة نظرا لوجود هذه المنتخبات في ثلاثة مستويات مختلفة.
كما ينتظر أن تسفر القرعة عن مواجهات مثيرة وصعبة في دور المجموعات لاسيما مع وجود منتخبات الجزائروغانا وكوت ديفوار في المستوى الأولى وتونس ومالي والكونغو الديمقراطية في المستوى الثاني ومصر والمغرب والسنغال والكاميرون في المستوى الثالث الذي يضم أربعة من عمالقة القارة الأفريقية.