ودع المغاربة والأمة الإسلاميةقاطبة شهررمضان الأبرك. لكن؛ يخطئ كثير من الناس عندما يظنون أن الاجتهاد في العبادات والمداومة عليها هو أمر خاص بهذا الشهر الفضيل فقط، لذا؛ نرى كثير من المغاربة في رمضان يحافظون على إقامة الصلاة وأدائها في المساجد ،وكثير من هؤلاء يجتنبونشرب الخمر وتناول المخدرات ومشاهدة المحرمات،وكثير من هؤلاء كانوا يعمرون المساجد بطاعة الله وحضور مجالسالذكر وتلاوة القرآن والتضرع إلى الله تعالى بالدعاء، لكن؛ما إن انتهى رمضان حتىتركوا الصلاة وهجروا المساجد وهجروا كتاب الله عز وجل وعادوا إلى ما كانوا عليه من شرب الخمر وتناول المخدرات ... وهذا سلوك خاطئ مجانب للصواب...لماذا ؟ لأن الاجتهاد في العبادات والطاعات ليس أمر مقصور على رمضان فحسب ؛ بل العبادة والاستقامة على شرع الله أمر عام في كل زمان ومكان ، وفي كل وقت وحين..وقد جاءت العديد من النصوص الشرعية التي تبين لنا ذلك. من هذه النصوص قول الحسن البصري رحمه الله :" لا يكون لعمل المؤمن أجل دون الموت" وقرأ قوله تعالى : (واعبد ربك حتى ياتيك اليقين)سورةالحجر الآية99، واليقين: هو الموت كما قال غير واحد من المفسرين . يعني مادمت حيا فأنت في عبادة لله عز وجل سواء في رمضان أوفي غيره من الأزمنة والأمكنة.وقال عيسى عليه السلام عن ربه : (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ) سورة مريم الآية 31. وسئل أحد الصالحين عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون فإذا انسلخ رمضان تركوا قال : "بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان"انظر لطائف المعارف لابن رجب فإن ودعنا شهر رمضان أيها الأحبة فينبغي أن لا نودع صالح الأعمال بعد رمضان، بل يجب أن تبقى أثار الصيام شعارا متمثلا في حياتنا ، وأن تبقى دروس رمضان ومقاصده وحكمه منهجا لسلوك حياتنا. فإن انتهى شهر الصيام فالصيام لا يزال مشروعا في العام كله، فهناك أيام من السنة حث النبي على صيامها ( صيام ست أيام من شوال – صيام ثلاثة أيام من كل شهر-صيام يوم عرفة – صيام يوم عاشوراء- صيام يوم الاثنين والخميس..) والقيام كذلك لا يزال مشروعا في كل ليلة من ليالي السنة وهذا ثابت من فعل النبي عليه السلام فعن المغيرة بن شعبة قال : "إن كان النبي عليه السلام ليقوم أو ليصلي حتى ترم قدماه " فيقال له فيقول : "ألا أكون عبدا شكورا "رواه البخاري ومسلموفي الحديث: "ياأيها الناس: أفشواالسلام، وأطعمواالطعام، وصِلُواالأرحام، وصلّوابالليل والناسنيام،تدخلواالجنة بسلام) رواهأحمدوالترمذي أما القرآن فقد أوصى النبي عليه السلام بقراءته وملازمته فقال :" اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه"رواه مسلم بل حتى الدعاء فإن الله تعالى ينادينا في كل وقت (وقال ربكم ادعوني استجب لكم)سورة غافر الآية 60.وهوالقائل في محكم كتابه:( واذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) البقرة الآية186. كما أن من الخطأ أن نقصر التوبة على رمضان فقط؛فالتوبة مفتوحة في كل وقت حين. قال تعالى : ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )النور الآية 31. فإياك والنكوص قارئي العزيز،وإياك أن تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا. واعلم أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، وقد وصفت لنا أمنا عائشة رضيالله عنها عمله عليه السلام فقالت :"كان أحب الدين إليه ماداوم عليه صاحبه "رواه البخاري ومسلم، وقالت:"وكان نبيالله إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها "رواه مسلم . فالمداومة على العمل الصالح تجعل القلب دائم الاتصال بخالقه سبحانه وتعالى. فالزم أخي الكريم نفسك بقدر من العبادات التي تستطيع المداومة عليها بعد رمضان وإن كانت قليلة؛ لأن بالمداومة يصبح العمل القليل كثير عند الله عز وجل ومحببا اليه . تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال