الأرقام عنيدة كما يقول المثل الفرنسي، فهي لا تكذب وغير قابلة لتأويل، و الحصيلة الرقمية للقاء تواصلي نظمته اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير أول أمس بالرباط، كانت صادمة للغاية، فقد كشفت بالملموس أن مدونة السير فشلت « رسميا» في تقليص عدد حوادث السير والقتلى بالمغرب . عدد قتلى حوادث السير لسنة 2011 بلغ 4066 قتيلا ، مسجلا بذلك ارتفاعا بنسبة 11,61 في المائة مقارنة مع سنة 2010 ، فيما ارتفع عدد المصابين بجروح بليغة و بجروح خفيفة على التوالي ب 13,03 في المائة و1,83 في المائة مقارنة مع السنة ذاتها، وعموما يرجع ارتفاع عدد حوادث السير المميتة في المغرب، إلى عدد من الظروف المرتبطة في الغالب بسلوكات السائقين والحالة الميكانيكية للعربات، علاوة على ضعف البنية الطرقية، وعدم احترام الإشارات الضوئية والأولوية، والتجاوز الخطير والقيادة في حالة سكر أو تحت تأثير الكحول ، ومن العوامل كذلك التي ساهمت في ارتفاع حوادث السير، هناك الحمولات الزائدة التي تقوم بها شاحنات نقل البضائع، التي صارت بمثابة القاعدة، في غياب أي إجراءات زجرية 0 الأرقام كلها مهولة ولا داعي لإخفائها، مما يعني عمليا إخفاق مدونة السير في التقليص من الكوارث على الطرق، فنسبة حوادث السير ازدادت بنسبة 33 في المائة في شهر دجنبر وحده، مما يعني ضرورة تقييم « مدونة السير» بعد مرور سنة ونصف من دخولها حيز التنفيذ، خصوصا أن 80 ٪ من حوادث السير، تعود لأخطاء بشرية مرتبطة بتناول الكحول والإفراط في السرعة وعدم الإنتباه أو عدم وضع حزام السلامة ، فيما 10 ٪ فقط تعود لآسباب مرتبطة بالبنية التحتية والحالة العامة للطرق . خلال هذا اللقاء الذي تم أيضا عرض « المخطط التواصلي المواكب للخطة الاستراتيجية المندمجة للسلامة الطرقية 2011-2013 » والإعلان عن طلب عروض لانتقاء مشاريع السلامة الطرقية لفائدة مكونات المجتمع المدني، من أجل بلورة سياسة فاعلة لمعالجة ظاهرة حوادث السير وتحسين السلامة الطرقية، في الوقت الذي ستعمل وزارة النقل والتجهيز على اقتناء 1000 رادار جديد بعد صفقة فاشلة سابقة من أجل تعزيز المراقبة على الطرق . وبخصوص المركبات المتورطة في حوادث السير سنة 2010 ، ذكرت المعطيات أنها بلغت 106 آلاف مركبة مختلفة الأحجام ، فيما تورطت 60 ألف مركبة خفيفة في حوادث السير منها 6 آلاف سيارة أجرة بمعنى أنها تشكل نسبة العشر من كل السيارات التي تسببت في حوادث سير، فيما حوالي ثلث المركبات المتورطة في حوادث السير يقل عمرها عن 5 سنوات، فيما الثلث الآخر يفوق عمرها 15 سنة . أرقام مخيفة 94 ٪ من مستعملي الطريق لا يحترمون علامة «قف» . 28 ٪ من السائقين داخل المجال الحضري لا يستعملون حزام السلامة 0 21 ٪ من سائقي الدراجات لا يضعون الخوذة الواقية ٬ 76 ٪ من راكبي الدراجات خلف السائقين لا يضعون الخوذات . 9 ٪ من سائقي السيارات و29 في المائة من سائقي الدراجات لايتوقفون عند الضوء الأحمر. 20 ٪ لا يحترمون السرعة القانونية في الطرق الوطنية و 6 في المائة في الطرق السيارة . 27,90 ٪ من عدد القتلى و31,64 ٪ من عدد المصابين بجروح بليغة تقل أعمارهم عن 25 سنة . 4066 هو عدد قتلى حوادث السير خلال السنة الماضية 0 13 ألف جريح تتفاوت إصاباتهم بين الخطيرة والطفيفة . 51 ٪ من قتلى حوادث السير من الأطفال والراجلين وراكبي الدراجات الهوائية .