قال رئيس الجمعية المغربية لصناعة الأدوية أيمن الشيخ لحلو، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، إن قطاع الدواء يعد صناعة استراتيجية للاقتصاد الوطني. وأوضح السيد لحلو، في كلمة بمناسبة تنظيم الجمعية للدورة الأولى ل"أيام فارما المغرب" تحت شعار "30 سنة في خدمة الصحة"، أنه منذ انطلاق قطاع صناعة الأدوية قبل ستين عاما توسع القطاع بشكل كبير ليصبح أحد الأعمال التجارية العالمية بالمغرب، مضيفا أن الخبرة التي تتمتع بها المختبرات الدوائية الوطنية، أصبحت الآن معترف بها في جميع أنحاء العالم. وأضاف أن قطاع الصناعات الدوائية الوطني يضم 46 منشأة صناعية تستجيب جميعها للمعايير الأوروبية لتصنيع وسلامة الدواء، مضيفا أن القطاع يشغل أكثر من 40 ألف شخص بطريقة مباشرة وغير مباشرة، مع نسبة أطر 20 في المائة هي الأعلى في القطاع الصناعي، مشيرا إلى أنه بين 1998 و2010، بلغ متوسط الاستثمار السنوي في القطاع 350 مليون درهم، ومنذ سنة 2013، تجاوز السقف إلى 700 مليون درهم سنويا. وسجل أن الجمعية تعتبر أن توفير الدواء في جميع أنحاء التراب الوطني أولوية كبرى، ولهذا فإن الفاعلين في القطاع يعتمدون على شبكة من 61 موزعا بالجملة و10 آلاف صيدلية تغطي جميع أنحاء المملكة بما فيها المناطق النائية. وفي 2014، حقق هذا القطاع رقم معاملات يصل 7ر13 مليار درهم مع قيمة مضافة قدرها 6ر4 مليار درهم، أي أن 70 في المائة حققها فاعلون مغاربة، مضيفا أن معظم هذه المعاملات التجارية تحققت في سوق القطاع الخاص (9ر8 مليار مقابل 5ر2 مليار درهم في القطاع العام). وعلى صعيد المساهمة الضريبية، أدى هذا القطاع 56ر416 مليون درهم سنة 2014، حيث تم دفع 86 في المائة من هذا الرقم من قبل فاعلين وطنيين لديهم ممثلين على مستوى الجمعية. وفي ما يخص المبادلات التجارية الدولية، كشف السيد لحلو أن المغرب يصدر، في المتوسط، 10 في المائة من الأدوية المصنعة محليا، 92 في المائة من هذه الصادرات توجه نحو البلدان الإفريقية، و5 في المائة إلى البلدان العربية والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وأضاف أن قطاع صناعة الأدوية يساهم إلى حد كبير في تقليص العجز في الميزان التجاري وفتح أسواق جديدة للمنتجات والخدمات المغربية. تجدر الإشارة إلى أن الدورة الأولى ل"أيام فارما المغرب" عرفت مشاركة جميع مكونات الصناعة الدوائية الوطنية، سواء على مستوى المجموعات المغربية أو فروع الشركات متعددة الجنسيات، وكذا مشاركة مسؤولين حكوميين وممثلي أرباب المقاولات وتمثيليات رسمية لعدد من البلدان الإفريقية الصديقة. كما تضمن برنامج هذا اليوم، إلى جانب افتتاح معرض لصور الأجهزة الخاصة بصناعة الأدوية، تنظيم ورشات عمل تناولت أساسا الإمكانيات المستقبلية لإرساء شراكات بين بلدان الجنوب والتعاون العملي القابل للتطبيق، وذلك في مجال تصنيع الأدوية ونقل الخبرة والمعرفة.