قالت وسائل الإعلام الرسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية تحارب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية حول تدمر يوم السبت في الوقت الذي تمضي فيه قدما في هجومها لاستعادة المدينة الصحراوية من متشددي التنظيم. وقال التلفزيون السوري إن الجيش سيطر تماما على حي العامرية الشمالي. وكان الجيش طرد مقاتلي الدولة الإسلامية من القلعة الأثرية والإستراتيجية المطلة على غرب المدينة يوم الجمعة. لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن القتال مستمر في هذه المنطقة مضيفا أن متشددي الدولة الإسلامية شنوا هجمات مضادة بما في ذلك تفجيرات بسيارات ملغومة ضد قوات الحكومة التي تتقدم في المدينة. واستعادة تدمر التي سيطر عليها الإسلاميون المتشددون في مايو أيار عام 2015 ستمثل أكبر تراجع للدولة الإسلامية في سوريا منذ التدخل الروسي الذي حول دفة الصراع المستمر منذ خمس سنوات لصالح الرئيس السوري بشار الأسد. ويقاتل الجيش السوري ومقاتلون متحالفون معه بدعم من ضربات جوية روسية وسورية على أطراف المدينة منذ أيام. وتحدث المرصد ومقره بريطانيا عن قتال أثناء الليل داخل تدمر في حي المتقاعدين وحي الجمعيات. وأوضحت تغطية تلفزيونية من القلعة يوم السبت جنديا يلوح بعلم سوريا فوق جدران القلعة بينما تصاعد الدخان في حي بوسط المدينة. ووفقا لتعداد سكاني أُجري في المدينة قبل أكثر من عشر سنوات يبلغ عدد سكان تدمر 50 ألفا. وزاد هذا العدد بشكل كبير جراء تدفق النازحين بسبب الصراع السوري الذي اندلع في عام 2011 ولكن معظمهم فر عندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة. واستعادة المدينة سيفتح شرق سوريا أمام الجيش حيث يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على معظم محافظتي دير الزور والرقة. وقال جندي للتلفزيون السوري من عند القلعة المطلة على آثار في المدينة تعود للعصر الروماني "تواصل قواتنا الباسلة التقدم من أجل تحرير كل شبر من أرض الوطن الطاهر." وكان مقاتلو الدولة الإسلامية سيطروا في أغسطس آب على مبنيين أثريين وهما معبدي بل وبعل شمين اللذان وصفت الأممالمتحدة تدميرهما بأنه جريمة حرب. وأوضحت تغطية تلفزيونية بثت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية من على أطراف تدمر بعض الهياكل والأعمدة الشهيرة التي ما زالت قائمة غير أنه يستحيل تقييم حجم أي ضرر. وقال مسؤولون سوريون العام الماضي إنهم نقلوا المئات من التماثيل الأثرية إلى أماكن آمنة قبل أن يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة.