أعلن كبار مهندسي أبل في قسم البرمجيات تفضيلهم الاستقالة من عملهم، على الامتثال لطلب إف بي آي بفك تشفير هاتف "آي فون 5 سي" الخاص بمنفذ عملية سان برناردينو في ديسمبر (كانون الأول) 2015. وقال مهندسو أبل، الذين طوروا برمجيات آي فون وآي باد وأبل تي في، إنه في حال كسب مكتب التحقيقات الفيدرالي المعركة القضائية ضد الشركة، وصدر حكم قضائي يقتضي بإلزام أبل مساعدته في اختراق هاتف الإرهابي سيد رضوان فاروق، فإنهم لن يرضخوا لهذه الأوامر. وشدد رئيس قسم الأمن والخصوصية بشركة أبل على عدم التجاوب مع طلبات إف بي آي قائلاً "إذا حاول أي شخص إجبار موظفي قسمه على فعل أمر مناهض لقيمهم المهنية، فسيكون المقابل العثور على وظيفة في مكان آخر يلائم أكثر احترامنا لقيمنا في العمل"، بحسب صحيفة نيويورك تايمز. وتخشى أبل من أن الانصياع لأوامر إف بي آي سيؤثر على مستقبلها وثقة عملائها بها وسيؤدي إلى ضياع خصوصية ملايين المستخدمين وحقوقهم، في حال إنشاء باب خلفي يتيح تجسس الحكومة الأمريكية على أجهزة مستخدميها، في حين يرى منتقدو أبل حجة الشركة بمثابة وسيلة تُسهل للمجرمين العمل في الظل. ويصعب على أي شخص، حتى شركة أبل نفسها، الدخول إلى بيانات أجهزتها، وذلك منذ إطلاق تحديث للبرمجيات في سبتمبر (أيلول) عام 2014، الذي يجعل البيانات مشفرة تلقائياً، ففي حال إدخال شفرة المرور المكونة من 4 أرقام بشكل خاطئ 10 مرات، يمحو الجهاز البيانات الموجودة في داخله تلقائياً. لذا طلب إف بي آي مساعدة أبل في التحايل على أمن الجهاز الآنف الذكر، من خلال إجراء تعديلات تقنية في الهاتف، كي يتسنى له عمل العديد من المحاولات دون محو البيانات المراد الوصول إليها والتي يزعم أنها ستساعده في التحقيق.