قال وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، السيد عزيز الرباح، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، إن المغرب مستعد لتقاسم تجربته الغنية في مجال الطيران المدني مع الأشقاء الأفارقة، وذلك في إطار مقاربة تنمية التعاون جنوب- جنوب والشراكة الاستراتيجية التي تربطه بالقارة السمراء. وأوضح الوزير في كلمة تلاها باسمه الكاتب العام للوزارة، السيد رضوان بلعربي، في افتتاح أشغال الدورة الخامسة والعشرين للندوة الدولية للطيران الإفريقي لإصلاح وصيانة الطائرات، أن المغرب أضحى وجهة اختيار للفاعلين في قطاع الطيران في العالم، إذ قام خلال العشرية الأخيرة بتنمية قاعدة جوية تنافسية تم تعزيزها بحضور حوالي مائة فاعل يشغلون أزيد من 10 ألف مستخدم، لهم درجة عالية من الكفاءة. وذكر خلال هذه الندوة، التي ستختتم أشغالها غدا الأربعاء والتي يحضرها أزيد من 300 مشارك من مختلف البلدان الإفريقية والأوربية وعدد هام من العلامات والفاعلين في صناعة الطيران المدني على المستويين الوطني والدولي، أن صيانة الطائرات أصبحت نشاطا ضروريا واستراتيجيا في تنمية سوق الطيران عبر العالم. وأبرز أن الدول الناهضة، خاصة منها المغرب، أخذت تجذب العديد من الشركات المختصة في صيانة وإصلاح الطائرات بفضل الكلفة الضعيفة لليد العاملة مقارنة ببلدان أمريكا الشمالية وأوروبا. وبعد تذكيره بأهمية تكوين المهندسين والتقنيين في مجال الطيران المدني، أشار الوزير إلى أن المغرب لا يدخر جهدا في مجال التكوين من أجل توفير كفاءات جد مؤهلة لتعزيز نظام الطيران المدني وفق ما تنص عليه التشريعات الدولية، وذلك بغرض تلبية الحاجيات المحلية والاستجابة للطلبات الأجنبية. ومن جهته، أوضح السيد فؤاد بوطيب، مدير قطب الاستغلال بشركة الخطوط الجوية الملكية المغربية، أن المغرب أصبح قطبا جويا كبيرا باحتضانه لأزيد من 60 شركة طيران تؤمن رحلات لأكثر من 18 مليون مسافر في السنة. وأشار إلى أن شركة الخطوط الجوية المغربية جعلت من مطار محمد الخامس الدولي قطبا جويا يربط القارة الإفريقية بباقي بلدان العالم، يؤمن نقل أزيد من 6,5 مليون مسافر في السنة. وعبر عن اعتزازه بالاهتمام الذي يوليه المغرب لصناعة الطيران المدني، مبرزا أن أزيد من مائة فاعل في هذا المجال يتواجدون بالمغرب، معظمهم يفكر في تعزيز تواجده بأرض المملكة نظرا للظروف المحفزة لتنمية نشاطهم، وعلى رأسها الاستقرار السياسي والقوانين المشجعة على الاستثمار، خاصة منها المتصلة بمجال الضرائب، فضلا عما يوفره من تكوين جيد للموارد البشرية. تجدر الإشارة إلى أن الندوة السنوية للطيران الإفريقي تعتبر حدثا يجمع كل سنة فاعلين في مجال صيانة الطائرات، خاصة منهم الأفارقة، ومنتجين ومزودين في صناعة الطيران المدني ومسيرين بشركات إفريقية للنقل الجوي، وأيضا فاعلين في فروع دولية في مجال الطيران.