فيما يستمر شد الحبل بين الأساتذة المدربين الذين أبانوا عن صمود غير مسبوق وتوسيع لدائرة التضامن والابداع في نيله ونيل تعاطف فئة واسعة من الشعب، تستمر الحكومة التي تبحث عن مخرج للازمة المفتعلة، مع سبق الاصرار والترصد، كما تبحث عن المخرج من الورطة الحقيقة لها ولمؤسساتها وتنطع رئيسها الذي التجأ الى اسلوب "الطيابات" كما وصفه أحد الباحثين مع احترامنا لهن ولمهنتهن والذي – رئيس المحكومة- اقسم بأغلظ ايمانه بأنه لن يتراجع عن المرسومين، الذين يعتبرهما من خلال بوقه وناقوسه الرجعي، الناطح الرسمي باسم المحكومة، خطة وإجراء ظاهره – الرحمة يعني إصلاح التعليم، وباطنه من قبله العذاب يعني تدمير قطاع حيوي، حل دوره من طرف المحكومة استجابة فورية ولا رجعة فيها وبالرجعية، في نظرها، لإملاءات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي اللذان أغرقا البلد بالديون مقابل تنفيذ ما يحلو لهذه المؤسسات من إجراءات تقشفية لن يهمها تبعاتها الإجتماعية وللأسف على يد من يرتزق بهموم الفقراء ويدغدغ عواطفهم بالدين. المحكومة هذه تستمر في التنكيل بالاساتذة المتدربين والمواصلين لبرنامجهم النضالي، من خلال أجهزتها الامنية هذه الأخيرة بطبيعة الحال غير تابعة للمحكومة التي ما فتئ شيوخها يرددون أن لا علم لهم بتدخلاتها الهمجية في كل الاحتجاجات، بل تابعة لحكومة الظل الحقيقية، كما تستمر في اعتماد أسلوب الترهيب اتجاه الأساتذة بالوعد والوعيد واعطاء كل مرة مهلة، تذكرنا بالمهلة التي كان التحالف العسكري للغرب يعطيها لنظام صدام حسين قبل شن الهجوم. لكن من سكيزوفرينيتها، أنها مقابل ما تقوم به الأجهزة الأمنية ضد الأساتذة وبالتصريحات المبتذلة لبوقها الناطح الرسمي باسم المحكومة، تقوم باستجداء وسطاء لحل الأزمة وفي الواقع تعتبر هؤلاء الوسطاء كرجال المطافئ، ستوكل لهم مهمة اطفاء الحريق الذي اشعله، نيرون، شيخ المحكومة. وبالتالي اذا كان قد أقسم باغلظ ايمانه و حرض مريده بلبل المحكومة، المثقف الكبير والذي يثقن اللغات؟؟ لتصريف ما يختلج صدره ضد البسطاء، وحتى لا يحنث ويصوم، مع العلم ان صومه ولو للدهر لن يجدي ولن يغفر ذنبا اقترفه ضد الفقراء، لماذا يلتجأ الى الوساطة للخروج من الأزمة التي قظت مضجع الرجعية على مائدة الامبريالية والبرجوازية، والتي خلخلت كل المفاهيم التي نهلوها شيوخا ومريدين من قاموس الزهد والتورع ...؟ انها السكيزوفرينيا الواضحة. فعندما يختلط القاموس الزهدي المذكور وما ابتلاهم به الله من نعم والتي ستكون نقمة عليهم في الدنيا قبل الآخرة، فإن نمطا سياسيا فريدا سيظهر، وسيكون بموجبه الشيخ العظيم محدثا دينيا وسياسيا في عصره، وبقاموس فريد والمقتبس بعضه من "كليلة ودمنة" والبعض الآخر من القاموس الديني، قاموس التجارة التي لن تبور مادامت تتوفر على زبناء رجعيين مغرر بهم عاطفيا ومريدين يبتغون بالتجارة هذه وجه الله، رغم أن ممتلك رأسمالها الشيخ العظيم لم يعد يهمه الربح المؤجل الى الآخرة بل استعجل الرغد والرفاهية ولو على حساب الاخلاق المفترض تواجدها في اية علاقة تجارية وهي سكيزوفرينيا اخرى. وحتى لا يغبن الزبناء من المريدين والمغرر بهم وينطلي عليهم التدليس في التجارة هذه ويستفيقون ويلعن بعضهم بعضا ويقولون: ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم ضعفين من العذاب..... أو يقولوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب . وستكون سكيزوفرينيا أخرى وربما تتحول الى سادية.