على ما يبدو إن البرقية الأخيرة التي بعث بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الى الملك محمد السادس بمناسبة مرور سبعة وعشرين عامًا على تأسيس "الاتحاد المغاربي" ،قد خلفت الكثير من ردود الفعل؛فقد أعربت مصادر عربية ومغاربية ،لصحيفة العرب الصادرة من لدن ،عن ارتياحها للبرقية التي وجّهها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس. وقالت هذه المصادر، إن البرقية التي اتسمت بالحرارة والاستعداد للتعاون مع المغرب من أجل مواجهة تحدّيات المرحلة، تشير إلى تغيير في الموقف الجزائري، أقلّه من الناحية النظرية. بيد أن هذه المصادر نفسها قالت ،للصحيفة السالفة الذكر، إن "هذا التغيير تنقصه خطوات عملية، خصوصا أن الجزائر لم تقدم على أي مبادرة تعكس نيتها الانتقال إلى إيجاد انفراج حقيقي في العلاقة مع المغرب".كما أوضحت أن في استطاعة بوتفليقة إظهار أنّه صادق في مشاعره نحو المغرب في حال إقدامه على خطوتين عمليتين، الأولى إعادة فتح الحدود البرّية بين البلدين المغلقة منذ العام 1994 والأخرى التوقف عن شن حرب بالوكالة على المغرب عن طريق ما يسمّى جبهة "بوليساريو". الى ذلك ،رأت نفس المصادر، أنه "من المفيد إظهار الرئيس الجزائري عواطف جيّاشة تجاه المغرب، خصوصا في هذه الفترة بالذات التي تمرّ بها بلاده في مرحلة انتقالية، لكنّ المفيد أكثر أن ترافق الأفعال ما ورد في البرقية الموجّهة إلى ملك المغرب. وهذا نص برقية الرئيس الجزائري للملك محمد السادس، التي نشرتها أمس جريدة أخبارنا المغربية: "يطيب لي, بمناسبة إطلالة الذكرى السابعة والعشرين لإعلان قيام اتحاد المغرب العربي, أن أتوجه إلى جلالتكم, باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي, بخالص التهاني وصادق التمنيات لكم بموفور الصحة والسعادة وللشعب المغربي الشقيق موصول التقدم والرفاهية". واستطرد الرئيس بوتفليقة قائلا: "وأغتنم هذه المناسبة الغالية, التي نستحضر فيها تلك الآمال المشروعة التي لطالما راودت شعوبنا في استرجاع حريتها واستقلالها وفي تعزيز تضامنها وتلاحمها, لأجدد لكم حرص الجزائر العميق وعزمها الراسخ على العمل مع سائر شقيقاتها في المنطقة, في سبيل الحفاظ على مكتسبات هذا الإنجاز التاريخي, والسعي الجاد من أجل تطوير مؤسساته وهياكله, وإعادة النظر بعمق في منظومته التشريعية ومنهجية عمله ضمن إستراتيجية مغاربية منسجمة ومندمجة, من شأنها أن تجسم هذا المشروع الحضاري". وأضاف أن هذا المشروع "يمثل الإطار الأنسب لتمتين علاقات التعاون بين أقطارنا وبلوغ أعلى المستويات من الأمن والاستقرار في فضائنا الجهوي".وتابع "في وقت يشهد فيه العالم تنامي عدد التجمعات الإقليمية والدولية وتتعرض فيه منطقتنا لتحديات ورهانات كبيرة على جميع المستويات والأصعدة, وهو ما يدعونا بإلحاح إلى العمل على مغالبتها وإبقاء مغبتها في إطار تكتل متماسك العرى, موحد الصف, وتجسيد طموحات شعوبنا إلى المزيد من الإندماج والوحدة والتضامن".