تواصل المشاركة المغربية دنيا باطما تألقها ضمن برنامج «أراب آيدول» الذي تعرض حلقاته حاليا على قناة «إم بي سي» والذي سيسفر في النهاية على اختيار اسم واحد سيحمل لقب «أراب آيدول» لعام 2012 في أول موسم له.. دنيا باطما الشابة المغربية وسليلة عائلة «باطما» الفنية الشهيرة على المستوى المحلي، سبق لها وكما هو معروف التباري ضمن برنامج «استوديو دوزيم» الخاص باكتشاف المواهب الشابة المغربية..وهي مشاركة أفرزت إقصاء قاسيا وغير مبرر خلف حينها استياءا عاما، وربما كان دافع دنيا الرئيسي للتقدم للمشاركة أولا في «أراب آيدول» ثم الحرص على التألق وانتزاع مزيد من إعجاب القيمين على البرنامج مع توالي حلقاته.. اجتازت دنيا باطما العديد من المراحل الحرجة ضمن إقصائيات «أراب آيدول»، وتمكنت من البقاء في منطقة الأمان بفضل موهبتها المتميزة وعلو كعبها من خلال أداء وإحساس فنين، ماحدا بأعضاء لجنة تحكيم البرنامج إلى الموافقة على بقاء دنيا ضمن المنافسات، رغم بعض الاختلافات الداخلية حول هاته الاستمرارية.. مواصلة دنيا باطما لمسارها ضمن «أراب آيدول» دليل آخر على اقتدار المواهب الغنائية الشابة، وتألقها الواضح في الضفة الأخرى وظهورها الباهت أو إقصائها من المشاركة محليا.. أما أسباب هاته المفارقة فعديدة، نذكر من بينها وعلى سبيل المثال لا الحصر، التلميع الإعلامي الذي يخلق من هؤلاء المشاركين نجوما معروفين لدى المشاهد العربي، وكم الدعاية التي سبقت وتعرض بالموازاة مع بث حلقات «أراب آيدول»، وهو ما يضمن تحقيق نسب مشاهدة لهذا المنتوج المحتضن من قبيل العديد من الشركات والمدعم من مؤسسات إعلانية كبيرة، يوفر له مختلف الإمكانيات التي تجعله ينتج بشكل جيد وفق مقاييس احترافية عالية.. اعتماد عناصر أخرى وتحكيم جانب العلاقات الشخصية بدل المهنية في تقييم جودة أصواتنا المغربية على مستوى برامج اكتشاف المواهب الغنائية الشابة، عامل آخر يجعل هاته الأخيرة تطرق أبوابا أخرى عربية قد تنصفها بعيدا عن المصالح الشخصية لمؤطري أو أعضاء لجنة تحكيم «استوديو دوزيم».. ولكن مع ذلك، نقول إن انطلاقة شبابنا المغربي في الخارج لا يعني دوما تألقه واستمراريته في مسيرته الفنية، بالنظر إلى العديد من النماذج التي تحقت لها فعلا هاته البداية الفنية. في الوقت الذي برهنت فيه بعض الأصوات الشابة المغربية على قدرتها في مواصلة دربها الغناِئي من داخل المغرب وعبر قنواته التلفزيونية والإمكانيات المتواضعة ضمنه.. وهو الاختيار الصعب بالنظر إلى واقع حال فن مغربي، يتخبط في العديد من المشاكل ويعيش المشتغلون ضمنه في عشرات المشاكل التي تعوق ممارسة فنية احترافية عالية وتجعلهم يتبؤون فعلا المكانة التي يستحقونها.. هي أمور دفعت بالعديد من الأسماء الفنية المغربية، باختيارها منحى الهجرة نحو الشرق العربي بداية والخليج في مراحل أخرى، حيث تأثثت لها ليس فقط الانطلاقة بل النجومية الحقيقية والانتشار الواسع، وقبل ذلك التقدير والاعتراف..