مؤخرا اضطر "عصيد" للتواري عن الأنظار، وذلك بسبب الفضيحة المدوية التي فجرتها في وجهه رفيقة دربه مليكة مزان، حيث كشفت الأخيرة من خلال وثيقة نشرتها على حائطها بالفيسبوك أن علاقة غير شرعية تحت رعاية الإله "ياكوش" كانت تجمعها بالناشط العلماني، وأن عصيد كان يتعامل معها بشكل عنيف وغير إنساني، وأنه مارس عليها العنف الجسدي والرمزي، وأقدم على صفعها. أكيد أن هذه السكيزوفرينيا تأتي على مشروع عصيد من قواعده، وتكشف للرأي العام تناقضه الصارخ بين التنظير والممارسة، وهو ما دفعه إلى الانحناء للعاصفة وتقليل خرجاته الإعلامية، وها هو مضطهد المرأة يعود مجددا ليظهر على ساحة الأحداث ويمارس هوايته المفضلة باستفزاز الرأي العام والهجوم على المقدسات. حيث قال عصيد إنّ عقوبة الاستهزاء أو الإساءة إلى الذات الإلهية أو الأنبياء والرسل يجبُ إزالتُها من مشروع مُسوَّدة القانون الجنائي، التي أعدّتها وزارة العدل والحريات، معلّلا موقفه بكون المادّة 219 "تعطي إمكانيّةَ الإيقاع بالناس دون أيّ مبرّر معقول"، وأنها ستُوقفُ الفكر. فلا مكانَ لها -وفق قوله- في قانون جنائي منصف. ومن خلال هذا التصريح يمكننا أن نقف على معنى المقدس عند عصيد، فالله سبحانه وتعالى وكذا الأنبياء والمرسلون عليهم صلوات رب العالمين لا يدخلون عنده في دائرة المقدس الذي يتعين احترامه وتوقيره، وبالمقابل فالفن والإبداع مقدس يحرم الاقتراب منه أو التضييق عليه! الأمر واضح فلكل مقدساته التي يدافع عنها؛ لكن الشيء المثير والمضحك في الوقت نفسه أنه لا يفتأ يكرر في مناسبة وغيرها أنه ليس ضد الإسلام أبدا ولكن مشكلته تكمن مع ممارسات المسلمين. حقيقة؛ أريد أن أصدقه لكني لا أستطيع، فهذا الكائن العلماني يعتبر الشخصية الإسلامية مصابة بعطب وأن المسلمين عندهم خلل في معنى الإيمان، ويزعجه رفع الأذان؛ ويدعو إلى منع الصلاة في المؤسسات العمومية؛ ويعتبر شعائر عيد الأضحى تتنافى والسلوك المدني؛ ويسخر من المسلمين بشدة إذ يعتبرون دينهم أفضل الأديان وأصحّها على الإطلاق، ويعتبرون ديانات غيرهم خرافية ومنحرفة ولا عقلانية... ويعترف بكل وضوح ويبين أن "المشكلة ليست في المسلمين فقط بل تكمن في صميم الدين الإسلامي وبين ثنايا نصوصه"!! كما صرح بذلك غير ما مرة، وأن الإسلام لا يعني الأمازيغ والأعراق الأخرى لأنه أتى للعرب فحسب. هذا الصوت النشاز لن يحظى أبدا بالقبول بين صفوف المغاربة الذين بات الكثير منهم ما أن يذكر اسم عصيد في مجلسهم حتى يقدِموا على التعوذ بالله العظيم، وبعضهم يلجأ إلى تعبيرات أخرى أكيد أن أغلبكم سبق وسمع بها.