اكد صلاح الدين مزوار ،في كلمته بمناسبة مشاركته في أشغال الدورة الأولى للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الهندي، بالمنامة بالبحرين، اليوم الأحد ، ان المغرب جعل من التعاون جنوب- جنوب نهجا استراتيجيا لا محيد عنه. وعليه، مشددا على ان المملكة لن تدخر جهدا لتظل في طليعة الدول المدافعة عن القضايا الملحة والعادلة لشعوب دول الجنوب، ومواصلة العمل لدعم مصالحها الحيوية، سواء على المستوى المتعدد الأطراف، وخاصة الأممالمتحدة، أو منتديات الحوار القائمة بين الدول العربية وعدد من الدول الوازنة، مثل هذا المنتدى الذي يجمع العالم العربي مع جمهورية الهند. و أضاف وزير الشؤون الخارجية و التعاون ان إشادةُ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في خطابه السامي، أمام القمة الإفريقية الهندية المنعقدة مؤخرا بنودلهي، بالتجربة التنموية الهندية، اعتراف بالدور الحيوي لهذه القوة الصاعدة، ومكانتها الريادية في عالمنا، وهو ما يؤهلها لأن تكون شريكا موثوقا فيه للدول العربية، ومحاوراً متميزاً وحريصاً على احترام كامل المقومات السيادية والثوابت الوطنية لبلداننا. وفي هذا الإطار، أشاد صلاح الدين مزوار بالمواقف الثابتة لجمهورية الهند، العضو في تجمع دول البريكس وفي مجموعة العشرين G20، و هي مواقفٌ تدعم القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، معربا عن طموح كل الدول العربية إلى مزيد من التنسيق السياسي والتعاون القطاعي معها. و اعتبر وزير الشؤون الخارجية ان كل القضايا الواردة في مشروع إعلان المنامة ،جديرة بأن تشكل مجالات واسعة للتنسيق والتشاور بين الدول العربية والهند، بما في ذلك مكافحة الإرهاب ونزع السلاح النووي وحوار الحضارات وعدم المفاضلة بين الثقافات واحترام الأديان، و كذلك الشأن بالنسبة للتكامل الاقتصادي الذي يبقى في حاجة إلى تعزيزه عبر مزيد من المشاريع التنموية، المبنية على تقاسم التجارب ولكن أيضا على منطق رابح-رابح. من جهة اخرى، دعا مزوار إلى العمل على فتح مزيد من الخطوط الجوية والبحرية بين الهند و الدول العربية ، وتشجيع جميع الأطراف المعنية، سواء منها الحكومية أو القطاع الخاص، على استكشاف فرص التعاون وبلورة مشاريع ملموسة وطموحة أساسها المصلحة المشتركة، تهم مجالات متعددة، كتنمية الموارد البشرية، والبحث العلمي، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والطاقة المتجددة، والصناعة والسياحة والصحة. و لم يفت وزير الشؤون الخارجية التاكيد كذلك على أهمية التعاون في مجال الفلاحة والأمن الغذائي، مشيدا بتوصل العالم إلى اتفاق تاريخي بباريس يرمي إلى الحفاظ على البيئة والتقليص من انبعاثات الغاز، داعيا إلى تبني أفكار أكثر طموحا لصالح دول الجنوب، باعتبارها المتضرر الأكبر من التغيرات المناخية، و تكثيف الجهود لتطبيق مقتضيات COP21 و إنجاح COP22 الذي سيقام بالمغرب أواخر سنة 2016. وكان إعلان المنامة الذي صادق عليه وزراء الخارجية العرب و الهند في ختام هذا الإجتماع نوه بجهود المغرب في سبيل الوصول إلى حل سياسي بين الفرقاء الليبيين من خلال اتفاق الصخيرات، مع الالتزام بوحدة و سيادة ليبيا و عدم التدخل في شؤونها ، معربين عن قلقهم تمدد الجماعات الارهابية بها، كما رحب المشاركون بالرئاسة المشتركة المغربية الهولندية للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ، و الالتزام بحل شامل وعادل دائم للصراع العربي الإسرائيلي على أساس القانون الدولي وقرارات الاممالمتحدة و مبادرة السلام العربية، كما ناقش الجانب العربي و الهندي قضايا مكافحة الإرهاب و إصلاح مجلس الأمن و نزع السلاح النووي ،وتعزيز الثقة بين الدول الإقليمية و كل الصراعات كي يتم تحقيق الأمن و الاستقرار في المنطقة .