أحيى جوق المرحوم الحاج عبد الكريم الرايس، برئاسة الفنان محمد ابريول، مساء أمس الجمعة بمدينة فاس، سهرة موسيقية تراثية أدى خلالها ميزان القدام من طبع الاستهلال، بصيغته الكاملة، وذلك بمناسبة اختتام الموسم الثقافي لسنة 2015 لجمعية بعث الموسيقى الأندلسية بفاس. وجاء في كلمة للجمعية، بالمناسبة، أن قيمة هذه السهرة، الذي نظمت بشراكة مع جمعية فاس-سايس، ليست احتفالية محضة وإنما هي أيضا لحظة فنية وثقافية متميزة، لعدة اعتبارات منها قيمة الجوق الذي يحييها، ولطبيعة ميزان قدام الاستهلال، الذي يعتبر من أجود ميازين موسيقى الآلة، كما أنه ميزان نادر نظرا لعدد صنائعه التي تزيد عن الأربعين وللمدة الزمنية التي يستغرقها عزفه. ويأتي هذا الميزان، حسب المصدر نفسه، في أفق إتمام أنطولوجية الموسيقى الأندلسية الذي تعتزم الجمعية إعدادها ونشرها، معتمدة في ذلك على تسجيلات سهراتها الخاصة (نحو 60 سهرة) على مدى 35 سنة، ودورات مهرجان فاس للموسيقى الأندلسية التي نظمتها الجمعية. وتضمن المتن الشعري واللحني لهذا الميزان، الذي مهد له الجوق بافتتاحية موسيقية وانصراف ميزان الابطايحي من الطبع نفسه، والذي شارك فيه المنشد عبد الفتاح بنيس، مع أداء تخليلات فردية من طرف الفنان عزيز العلمي الشنتوفي، عدة صنائع مشغولة من بينها، إضافة إلى تصديرة الميزان "بالله يا سفاك .. اغمد ظباك"، "إن شكوت الهوى فما أنت منا"، و"لله شخص بديع الحسن فتان"، و"هويته يسقي المدام كأنه" و"عقارب الأصداغ .. في السوسن الغظ"، و"أيا معرضا عني ولست بمذنب" و"أنتم من الدنيا مرادي" وغيرها ... وبهذه المناسبة الفنية احتفت جمعية بعث الموسيقى الأندلسية بفاس بثلاثة من أساتذة موسيقى الآلة بالمعهد الموسيقي بفاس، أحيلوا على التقاعد بعد إنهاء عملهم بهذه المؤسسة التعليمية الموسيقية، وذلك تقديرا وعرفانا لهم على الجهود التي بذلوها في تكوين أجيال جديدة من حفظة التراث الموسيقي المغربي، ويتعلق الأمر بالأساتذة محمد ابريول (أستاذ مادة الصولفيج)، وإدريس بنيس (أستاذ الموسيقى الأندلسية) وأحمد الطراشن (أستاذ مادة الصولفيج). يشار إلى أن جوق المرحوم الحاج عبد الكريم الرايس، الذي تأسس سنة 1996، بعد وفاة الفنان الرايس رئيس جوق البريهي، يضم ثلة من خيرة ممارسي هذا الفن التراثي، ويواصل الحفاظ على "المدرسة الفاسية"، وقد سجل الجوق حضوره منذ تأسيسه في العديد من المهرجانات والتظاهرات الكبرى داخل المغرب وخارجه.