أكد وزير النقل البوركينابي السيد داودا تراوري أمس الأربعاء بالرباط أن الشبكة السككية بالمغرب تعتبر إحدى الشبكات الأكثر تطورا في إفريقيا. وقال السيد تراوري خلال ندوة حول "الشراكات من أجل نمو مشترك" نظمت في إطار المؤتمر الإفريقي الأول للنقل واللوجستيك ( كاتل 2015) إن دولة بوركينافاسو تأمل في الاستفادة من "التجربة الكبيرة" للمغرب في مجال البنيات التحتية السككية "، القطاع الهام جدا بالنسبة للنشاط الاقتصادي". كما دعا إلى تعزيز التعاون مع مختلف التجمعات الصناعية للبلدان الأفريقية لاسيما بين بلدان المغرب العربي ودول غرب إفريقيا، مؤكدا في هذا الصدد ضرورة إحداث مشاريع مندمجة بين كافة البلدان الإفريقية من أجل تطوير هذه الشراكة. وأوضح الوزير البوركينابي أن بلاده ،التي تنتمي إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ، قد انخرطت في عدد من المشاريع من أجل تسهيل النقل والعبور ولاسيما مع دول الطوغو وغانا ومالي ، فضلا عن مشروع الحلقة السككية التي يمكن من ربط وإدماج مختلف دول غرب إفريقيا لا سيما الخط السككي الذي يربط بين دولتي بوركينافاسو والنيجر ، وبين البنين ومالي . كما ركز على أهمية الشراكة بين القطاعين الخاص والعام ، حاثا مقاولات القطاع الخاص الإفريقية على الاستثمار في الأسواق التي تتيحها القارة والتي " اكتسحتها الدول الأوروبية والأسيوية" وذلك في أفق إنجاز بنيات تحتية أقل تكلفة ، وتشجيع تبادل الخبرات بين مختلف الأقطار الإفريقية . ومن جهته، أشار الممثل الدائم لميناء سان بيدرو المستقل بأبدجان ( كوت ديفوار) ، السيد جان جاك أدو أدو إلى أن تقاسم المعلومات والأداءات الجيدة وتكوين الموارد البشرية دعائم رئيسية لتطوير شراكات من شأنها تحقيق نمو مشترك، متسائلا في هذا الشأن " لماذا نبحث بعيدا عما هو قريب منا ¿". وأضاف أن ميناء سان بيدرو المستقل يوفر 10 آلاف منصب شغل ما تنفك تتطور باستمرار " اعتبارا للمشاريع التي سترى النور ابتداء من سنة 2017"، ولاسيما منها إحداث محطات صناعية وتجارية ،ووحدة لوجستيكية للمحروقات ، ومحطة للمواد الخام. ومن بين الأهداف الأساسية للمؤتمر الإفريقي الأول للنقل واللوجستيك (كاتل 2015) ، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، تنمية منظومات لوجيستية إقليمية ، وتطوير نماذج اقتصادية للتعاون المشترك بين الدول الإفريقية، فضلا عن تشجيع الابتكار من أجل تنمية شاملة. وجاء في ورقة وزعتها وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك خلال حفل الافتتاح الذي تميز بحضور رئيس الحكومة ووزراء مغاربة وأفارقة ، أن هذا المؤتمر يجسد الالتزام الراسخ لجلالة الملك محمد السادس من أجل تعاون جنوب- جنوب تضامني وفعال، كما يعكس رغبة جلالته المؤكدة من أجل تعميق أكبر للعلاقات الثنائية التي تربط المغرب بأفريقيا، خاصة فيما يتعلق باللوجستيك والنقل. ويشارك في هذا المؤتمر،الذي سيستمر على مدى ثلاثة أيام، عدد من الوزراء الأفارقة المكلفين بالبنيات التحتية والنقل واللوجستيك، يمثلون دول جيبوتي وبوركينا فاسو والسودان وليبيريا وغينيا الاستوائية وناميبيا وغينيا كوناكري وليبيا. حضر في النسخة الأولى من هذا المؤتمر عدد من المشاركين والوفود الدبلوماسية وكذا الجهات المانحة الدولية (البنك الإفريقي للتنمية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والبنك الأوروبي للاستثمار، والوكالة الفرنسية للتنمية، والاتحاد الأوروبي، ...)، علاوة على اللجان الإقليمية (المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا، والمجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا، وجامعة الدول العربية، واتحاد دول المغرب العربي، ...)، فضلا عن 30 وفدا عضوا في الاتحاد الإفريقي للنقل واللوجستيك، وفدراليات وجمعيات مهنية وكذا خبراء وعارضين.