رفعت الجزائر مستوى التنسيق الأمني مع فرنسا على ضوء معلومات تؤكد أن جماعة 'كتائب الصحراء' الموالية لتنظيم 'القاعدة في بلاد المغرب' تستعد لمبايعة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يتزعمه أبوبكر البغدادي. وذكرت صحيفة جزائرية نقلا عن مصدر أمني، أن وحدات الامن الجزائرية والفرنسية رصدت تحركات لمبعوث من 'جند الخلافة في ارض الجزائر'، وهو احدث فرع للدولة الاسلامية في المنطقة بعد أن بايعها في سبتمبر/ايلول 2014، في مالي. وقالت صحيفة 'الخبر' إن باريسوالجزائر ودول غربية أخرى تترقب اعلان كتائب الصحراء قريبا انضمامها للدولة الاسلامية، ما يعني أن تمدد التنظيم المتطرف بات يهدد مصالح الغرب في افريقيا، اضافة إلى أن ذلك سيوفر مجالا جغرافيا اوسع لإعلان "الجهاد العالمي" ضد الغرب وموقعا مثاليا لتدريب الجهاديين الجدد من مختلف أنحاء العالم على حمل السلاح والقتال. واشارت إلى أن الجزائر رفعت درجة التنسيق الامني مع فرنسا إلى نفس مستوى التنسيق خلال حرب مالي في الأشهر الأولى من عام 2013. ونقلت عن مصدرها قوله، إن أحد أبرز الإرهابيين في منطقة الوسط تنقل عبر الصحراء قبل أسبوعين باستعمال وثائق مزورة، ثم تمكن من التسلل إلى النيجر ومنها إلى شمال مالي، وأن الأمن الجزائري حصل على هذه المعلومة من ارهابي موريتاني أوقف في الجزائر بعد محاولة التسلل إلى شمال مالي قادما من تونس. واضافت أن الإرهابي الموريتاني صفي الدين الموريتاني أحد قيادات 'كتيبة عقبة بن نافع' التونسية، تم اعتقاله في عملية أمنية على الطريق الوطني الرابط بين مدينتي بسكرة وورڤلة. وقالت الصحيفة الجزائرية ان القوات الفرنسية في مالي تلاحق منذ 3 أسابيع على الأقل إرهابيا مقربا من عثمان العاصمي أمير جند الخلافة الذي قتل في مايو/ايار، وكُلف بنقل رسالة من تنظيمه إلى أمراء 'كتائب الصحراء' يدعوهم فيها إلى مبايعة الدولة الاسلامية. وقال المصدر، إن إرهابيي 'جند الخلافة' أرسلوا مبعوثا تنقل من شرق العاصمة الجزائرية إلى شمال مالي بداية شهر أكتوبر/تشرين الاول. وبحسب 'الخبر' فإن السلطات الجزائرية تتكتم على هوية الإرهابي الذي يعتقد أنه من قيادات الصف الثاني السابقين في تنظيم 'القاعدة في بلاد المغرب'. ويعتقد أن الإرهابي كان سيحضر الاجتماع مع مجموعة من الأمراء، وقد حصلت مصالح الأمن على معلومات حول موضوع الاجتماع بعد توقيف الموريتاني. وقالت، إن الجزائر كثفت من ملاحقة الجماعات الارهابية في الساحل بالتنسيق مع فرنسا وانهما اتخذا قرارا بفتح خط اتصال مباشر بينهما بعد المعلومات عن عقد امراء كتائب الصحراء اجتماعا تشاوريا لبحث الانضمام للدولة الاسلامية. وفتح خط اتصال مباشر بين الطرفين يأتي في سياق اجراءات أوسع لتبادل المعلومات وفي إطار اجراءات امنية يراد منها اضعاف 'كتائب الصحراء'، والحصول على معلومات دقيقة حول اجتماع القيادات الذي يُعتقد أنه يضم أمراء من حركة 'المرابطون' و'التوحيد والجهاد'. وبحسب 'الصحيفة المحلية فإن الاجتماع عقد على أرجح التقديرات في جبال إيفوغاس شمال مالي وهي منطقة تتميز بتضاريسها الوعرة والتي تتيح للإرهابين الافلات من المراقبة الجوية. وذكرت أن من بين القيادات التي قد تكون حضرت الاجتماع حمادة ولد محمد خيري الملقب ب'أبو قمقم' والذي أعلن الولاء للدولة الاسلامية قبل اشهر، وجمال عكاشة يحيى الملقب ب'ابي الهمام، وأمراء آخرين. وليس واضحا مدى التنسيق الميداني بين الجزائروفرنسا لمواجهة هذه الجماعات المتطرفة، لكن مختصين في مكافحة الارهاب في البلدين يعكفون على تحليل ما امكن لهم الحصول عليه من معلومات حول تحرك الجماعات المتطرفة في شمال مالي خاصة بعد أنباء غير مؤكدة عن فرار قيادات كبيرة من شمال مالي إلى جنوب غرب ليبيا. وتتحسب الجزائر لتبعات اعلان تلك الجماعات ولاءها للدولة الاسلامية بعد أن اعلن تنظيم جند الخلافة احد فروع القاعدة في المنطقة مبايعته للتنظيم المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا، وتمدد ايديولوجيا في عدد من انحاء العالم قبل أن يتمدد تنظيميا. وتخشى فرنسا شأنها في ذلك شأن الجزائر عودة قوية للنشاط المسلح في شمال مالي بعد مبايعة الجماعات المتشددة في المنطقة تنظيم الدولة الاسلامية. واتخذت الجزائر العديد من الاجراءات الأمنية المشدّدة خاصة على طول سلسلة حدودها المترامية مع ليبيا وتونس والدول الافريقية الاخرى مثل مالي. ويتيح تشكيل الائتلاف المتوقع بين الجماعات الارهابية مساعدة جند الخلافة (فرع الدولة الاسلامية في الجزائر) بالمال والسلاح وتوفير مواقع للتدريب. ومبايعة تلك الجماعات للتنظيم المتطرف في العراق وسوريا، تعني بحسب خبراء تمهيدا لإنشاء تحالف بين التنظيمات الجهادية في المنطقة التي تتبنى فكر القاعدة، والجماعات التي باتت تدين بالولاء للدولة الاسلامية أو تدرس الانضمام اليه. وتنشط في منطقة الساحل الافريقي العديد من التنظيمات الارهابية منها بوكوحرام في نيجيريا والجماعات السلفية الجهادية في شرق ليبيا وكتيبة عقبة بن نافع في تونس، وهو ما قد يفرض عنصر تهديد جديد للدول المعنية بمكافحة الإرهاب في الساحل.