تم، مساء أمس الثلاثاء بالعاصمة الأرجنتينية بوينوس أيريس، عرض الفيلم الوثائقي "هوية جبهة" لمخرجه المغربي حسن البوحروتي، أمام ثلة من الإعلاميين والباحثين والأكاديميين والخبراء والسياسيين، وذلك في خطوة تروم تعريف الرأي العام بهذا البلد الجنوب- أمريكي بحقيقة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وتورط الجزائر فيه. وقد مكن عرض هذا الشريط، بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، بمبادرة من سفارة المغرب ببونوس أيريس وبالتعاون مع جامعة فلويس الأرجنتينية، من تقريب الرأي العام في هذا البلد الجنوب-أمريكي من الحقائق التاريخية للنزاع المفتعل حول الصحراء، خاصة في ما يتعلق بالمسؤولية التي يتحملها النظام الجزائري في إطالة أمد هذا النزاع، الذي يقف حجر عثرة أمام تطلعات شعوب المنطقة في العيش في استقرار وسلام وازدهار. ويسلط الشريط (90 دقيقة)، الذي تم عرضه بحضور سفير المغرب بالأرجنتين، السيد فؤاد يزوغ، الضوء على الظروف التاريخية لخلق "جبهة البوليساريو"، ويكشف النقاب عن معاناة الصحراويين بمخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، كما يفضح التورط السافر لهذه الأخيرة في هذا النزاع الإقليمي. ومن خلال شهادات جاءت على لسان مؤسسين لحركة "البوليساريو" الانفصالية، من بينهم عسكريون وسياسيون عادوا إلى وطنهم المغرب تلبية للنداء الملكي "إن الوطن غفور رحيم"، يرصد الشريط سياق نشأة "البوليساريو" وإيديولوجيته وخلفيات النزاع حول الصحراء المغربية، كاشفا بالدليل القاطع، الدعم المادي واللوجيستي الذي يتلقاه بسخاء قياديو هذه الحركة الانفصالية منذ أربعة عقود من الجزائر للاستمرار في معاكسة الوحدة الترابية للمغرب. كما يفضح الشريط الادعاءات والأكاذيب التي يروجها الانفصاليون، وكذا الممارسات التي ينهجها أعداء الوحدة الترابية للمغرب، والتي لا تقف عند حد تجنيد الأطفال وإرسالهم إلى كوبا وإلى عدد من دول أمريكا اللاتينية، بل تمتد إلى خلق مآسي إنسانية كبيرةº تتمثل في تشتيت آلاف الأسر، واعتقال المحتجزين بهدف منعهم من الالتحاق بالمغرب حيث يتمتع إخوانهم في الأقاليم الجنوبية بكافة حقوقهم وبسبل العيش الكريم. ويتوقف الفيلم الوثائقي، الذي التزم مخرجه الحياد والموضوعية والبحث عن الحقيقة، أيضا عند تلك الدلائل الدامغة التي تثبت أن "البوليساريو" لا تتوفر على أية مشروعية تستند إليها لتمثيل ساكنة الصحراء أو الدفاع عن أية قضية، مشيرا من خلال إحدى الشهادات القوية أن البوليساريو أصبح بارعا في الادعاءات والأكاذيب ولعب دور الضحية، خاصة في بعض بلدان أمريكا اللاتينية وأوروبا حيث تنطلي الحيلة على البعض ويبدون تضامنا معه دون الاطلاع على حقيقة النزاع. وبالمناسبة، أكد عميد جامعة "فلوريس" الأرجنتينية، نيستور بلانكو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الحضور لعرض الفيلم الوثائقي كان مهما للاطلاع على النزاع في الصحراء، مشيرا إلى أنه مكن من فهم أهمية فض أي نزاع بالطرق السلمية. وأضاف أن المسيرة الخضراء التي يحتفل المغاربة بذكراها الأربعين تمثل "نموذجا يحتذى" على اعتبار أن المغرب تمكن بفضل عبقرية الملك الراحل الحسن الثاني من استرجاع سيادته على أقاليمه الجنوبية بطريقة سلمية في وقت كان العالم مشتعلا بالحروب، لذلك "فنحن نستلهم كثيرا من العبر من هذه المسيرة الخضراء". وفي تصريح مماثل، أكدت نائبة عميد جامعة فلوريس الأرجنتينية، روث غارسييلا فيشي، أن الأرجنتينيين والمغاربة تجمعهما روابط أخوة انطلاقا من نضال الشعبين في الدفاع عن حقوقهما، وفي هذا السياق يتعين إبراز دلالات المسيرة الخضراء بوصفها مسيرة سلمية أظهرت للعالم أجمع إرادة شعب في الدفاع عن حقوقه المشروعة في إطار من السلم، معربة عن تهانئها للشعب المغربي في احتفالاته بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء. ومن جهته، اعتبر إدغاردو بشارة الخوري، مدير المهرجان الأمريكي اللاتيني للسينما العربية، أن احتفال الشعب المغربي بذكرى المسيرة الخضراء ليس إلا تجليا لعزيمة شعب اختار، منذ زمن بعيد، التطلع نحو المستقبل والتقدم والوحدة، مشيرا إلى أن هذا الحدث أبان عن التلاحم الكبير بين مختلف مكونات الشعب المغربي في الدفاع عن وحدته الترابية والتخلص من نير الاستعمار والتطلع إلى غد أفضل.