محمد اسليم وتطل علينا سنة جديدة، 2012 سنة سعيدة كما إعتدنا القول، ولكنها لن تكون كذلك على الجميع.. وهذا الجميع سيشمل حتما الأجانب بفرنسا.. مغاربة ومغاربيون، أفارقة وأسيويون... وسيعود ذلك بالأساس لسياسة تضييق الخناق التي جعل منها ساركو، كما يناديه أبناء جلدته، شعارا لمرحلته، وأيضا وسيلة لحشد أصوات الناخبين لولاية ثانية، خصوصا وأن شعبيته هاته الأيام في الحضيض، وهو أمر لن يقبله وهو على بعد شهور من رئاسيات فرنسا (ماي 2012). فساركوزي أطلق حملته "الهجرة الإنتقائية" والتي تركز في جزء كبير منها على إنتقاء من هم قادرون على المساهمة في الإشعاع الفكري والإقتصادي لفرنسا، وليس في الإنحراف والبطالة والهجرة السرية كما يقول.. لتكون الخطوة الأولى في مسلسله: حرمان الطلبة الغير الأوربيين من بطاقة الشغل بعد التخرج من المعاهد والجامعات الفرنسية، بل وترحيلهم بطرق مأساوية أحيانا لبلدانهم الأصلية، والهدف تقليص تأشيرات العمل بنسبة 50% سنويا. لتأتي الحلقة الثانية والمتمثلة في تعقيد مساطر الهجرة والإقامة بالديار الفرنسية، وذلك من خلال إلغاء الحصول التلقائي للمقيم الغير الشرعي لمدة 10 سنوات بالتراب الفرنسي على أوراق الإقامة، وأيضا تمديد المدة اللازمة للحصول على الجنسية للمتزوجين من فرنسيات وفرنسيين إلى أربع سنوات بدل إثنتين فيما مضى، مع تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للأجانب بما فيها حالات التجمع العائلي بحوالي النصف.. وتسهيل وتسريع مسطرة الترحيل للحالات الإنسانية حتى، بما فيهم المرضى، إذا ثبتت إمكانية علاجهم ببلدانهم الأصلية.. إجراء ات لم يتوان ساركوزي ومساعدوه إنجازات، والتفاخر بكونها مكنت من رفع عدد المرحلين من 27 ألفا في 2009 إلى 30 ألفا في 2011. ولكنها بالمقابل تواجه معارضة من طرف العديد من الجهات والحساسيات الفرنسية، والتي ترى فيها إساءة بالغة لفرنسا وثقافتها، بل وتكريسا للنزعات العنصرية التي طالما إنتصبت بلد موليير محاربة لها.. فهل ستكون 2012 سنة أخرى من سنوات التضييق على المهاجرين إلى الديار الفرنسية؟ أم أنها ستنهي فترة ساركوزي ومعها معاناة هؤلاء؟