لم ينتظر الأمازيغيون تقديم عبد الإله بنكيران لبرنامج حكومته أمام البرلمان. بل سارعوا إلى وضع مذكرة في مكتب رئيس الحكومة المعين حتى لا تسقط المطالب الأمازيغية لا سهوا ولا عمدا من البرنامج . أقدم الجمعيات الأمازيغية بالمغرب والتي يترأسها ابراهيم أخياط الطريح الفراش منذ أشهر، جمعت أعضاء مكتبها الوطني على عجل، وقدمت مقترحات من صفحتين وضعت على مكتب رئيس الحكومة قبل أن يجتمع بفريقه أمس في أول اجتماع وزاري. تنفس الأمازيغيون الصعداء بعد ترسيم لغتهم في الدستور الجديد على قدم المساواة مع اللغة اللعربية، لكنها الآن حبست في انتظار أن تخرج الحكومة الجديدة القانون التنظيمي المتعلق بأجرأة الترسيم في أقرب الآجال وفي المائة يوم الأولى من عمل الحكومة. ليس ذلك فقط فقبل انتهاء هذه المدة ينتظرون أيضا إصدار القانون التنظيمي المتعلق باحداث المجلس الأعلى للغات والثقافة المغربية. مائة يوم من عمل الحكومة يعلق عليه الأمازيغيون الآمال لللقيام باجراأت عملية أهمها كتابة علامات الطرق وأسماء المدن والأماكن بالأمازيغية وبحرف تيفناغ وكتابة أسماء الإدارات والمؤسسات العمومية بالأمازيغية وبحرف تيفيناغ . فاتح السنة الأمازيغية الذي يصادف كل سنة منتصف شهر يناير يطالبون أيضا باقراره عيدا وطنيا ورسميا، ناهيك عن تفعيل رفع الحيف عن تسجيل الأسماء الأمازيغية في الحالة المدنية ليستعيد أطفال أمثال أيور ويوبا وسيفاو ابتسامتهم التي فقدوها منذ رفض ضباط الحالة المدنية بمدنهم وقراهم تقييدهم في السجلات بأسمائهم الأمازيغية. شعور الأمازيغيين بالحيف والتمييز في مناحي عديدة، دفعهم للمطالبة برفع علامات التمييز المستترة في بطاقات التعريف الوطنية، بل أيضا تغيير اسم وكالة المغرب العربي للأنباء لينسجم مع الدستور الجديد للمملكة التي ينص على تعدد مكونات الهوية الوطنية. رغم تصريحات الأمين العام لحزب المصباح المناهضة لحرف تيفيناع أثناء الحملة الإنتخابية لحزب العدالة والتنمية. ينتظر الأمازيغيون، كما ورد في مذكرة جمعية «أمريك» تحصين كما تحقق من مكتسبات طيلة السنوات الأخيرة منها توحيد اللغة الأمازيغية وكتابتها بحرف تيفيناغ وتعميم تدريسها أفقيا وعموديا. الأمازيغيون لا يزالون ينتظرون أن يتم احترام مبدأ التعديد اللغوي والتنوع الثقافي في مجال الإعلام العمومي، واتخاد إجراأت تمييز إيجابي من أجل تشجيع القطاع الخاص على إحداث خدمات إذاعية وتلفزية ناطقة بالأمازيغية. لم تكتف مذكرة الجمعية المغربية والتبادل بتلك المطالب، بل وضعت على عاتق حكومة عبد الإله بنكيران وضع مخطط استراتيجي لإعداد وتأهيل الموارد البشرية المتعلقة بالأمازيغية في مختلف مراكز التكوين، وأيضا القيام بحملات تحسيسية واسعة في مجال تدبير ثقافة التعدد والتنوع والإختلاف لجعلها من الإنشغالات الأساسية لجميع الفاعلين ذوي الإختصاص الإرتباط بالمواطنين وتنفيذ القوانين. حزب رئيس الحكومة المعينة سبق أن وعد الأمازيغيين في برنامجه الإنتخابي باعتماد سياسة لغوية وطنية قائمة على التنوع وصيانة الوحدة وضمان الانفتاح وتحقيق السيادة اللغوية، وذلك من خلال تطوير إستراتيجية تدريس اللغة الامازيغية بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية واعتماده مادة إضافية مع مضاعفة مردودية برامج تكوين مدرسي الامازيغية واقرار نظام التكوين المستمر وإقرار مديرية لتدريس الامازيغية داخل الوزارة الوصية، لكن تنزيل القانون التنظيمي للأمازيغية يعد من أعقد متطلبات المرحلة لتفعيل الطابع الرسمي للغة الامازيغية.