على شاكلة الأفلام الدرامية الهوليودية ،تعرض ثلاثة مراقبون كانوا يعملون بحافلة تابعة لشركة سيتي باص فاس المفوض لها تدبير مرفق النقل الحضري بفاس بالخط 15 بطريق عين الشقف إلى اعتداء وصفه شهود عيان بالهمجي والشنيع والإجرامي زوال يوم السبت 11 يوليوز 2015 نفذته عصابة إجرامية مدججة مكونة من أزيد من عشرة أشخاص مدججين بالهراوات والقضبان الحديدية والأسلحة البيضاء كان يتقدمهم ثلاثة أشخاص على مرآى ومسمع من المواطنين الذين عاشوا أطوارا من الرعب والهلع ، وتعرضت حركة السير للاختناق بسبب تجمهر المارة والسيارات. وتعود أسباب الحادث إلى رفض شخصين كانا على متن الحافلة المذكورة أداء ثمن التذكرة . وعند مطالبتهما بالأداء عمدا إلى مهاجمة المراقبين مما أدى إلى إصابة مجموعة من الركاب بكدمات مختلفة نقلوا على إثرها إلى المستشفى على متن سيارة الإسعاف ، كما أن المراقبين تمكنوا من إحكام قبضتهم على الشخصين في انتظار وصول رجال الأمن الذين وصلوا في وقت متأخر بسبب بعد المسافة ، وفي تلك اللحظة فوجئوا بعصابة من أزيد من عشرة أشخاص تحل بعين المكان وتنهال بالضرب والجرح على المراقبين الذين تعرضوا لإصابات بليغة في أنحاء مختلفة من جسمهم ، حيث أصيب الأول على مستوى الرأس والثاني على مستوى الذراع إصابة عميقة وخطيرة والثالث على مستوى العنق حيث أفلت بأعجوبة من الذبح بآلة حادة كما هو مبين في الصورة . وفور حلول رجال الأمن بعين المكان تم استدعاء سيارة الإسعاف لنقل المراقبين المصابين نحو المستشفى لتشخيص الإصابات وتلقي العلاجات الضرورية ، فيما تم نقل المهاجمين إلى المنطقة الرابعة قصد إنجاز مساطر المتابعة في حقهم. وقد أفادت مصادر مطلعة من المركب الاستشفائي الحسن الثاني بفاس بأن المراقبين الثلاثة إصاباتهم خطيرة وليس هذا أول حادث يتعرض له مراقبو النقل الحضري بفاس خلال شهر رمضان المعظم ، بل حالات متعددة للاعتداءات على المراقبين موثقة لدى الجريدة ، ناتجة عن رفض الأداء المتبوع بالاعتداء ، إذ يجب لفت الانتباه إلى خطورة الظاهرة الأصلية المؤدية إلى هذه الحوادث المفجعة والمتمثلة في الأعداد الكبيرة للممتنعين عن الأداء بحافلات النقل الحضري بفاس بمعدل يفوق 10 أفراد بدون أداء في كل نقلة مما يجعل أعداد المتملصين من الأداء يحصون بعشرات الملايين سنويا ، وإذا أضيف إليها الاعتداءات فإن الأمر يصبح على درجة عالية من الخطورة تتطلب حضورا أمنيا مكثفا وناجعا و لا بد من احداث شرطة الحافلات حتى لا يتطور الأمر إلى انفلاتات لا يمكن السيطرة عليها من لدن الجميع. و حسب تصريحات أدلى بها مسؤول من الشركة المفوض لها تدبير مرفق النقل الحضري ، فإن الاخيرة تحصي خسائر باهضة سنويا من جراء الحالات المشار إليها ، مشيرا إلى أن الشركة تبذل كل ما في وسعها لتأمين خدمات عالية المستوى للمرتفقين ، ومن بينها تكوين المراقبين على حسن معاملة المواطنين سواء بمركز التكوين بالشركة أو بتعاون مع مصالح أخرى من بينها المصالح الأمنية التي أشرفت مؤخرا على تمكين مراقبي سيتي باص فاس دروسا تكوينية مساهمة منها في دعم جهود الشركة لأجل الارتقاء بجودة خدماتها إلى الاحسن. ورغم كل ذلك ، تبقى ظاهرة الامتناع عن الأداء في تزايد والاعتداءات كذالك في تفاقم و هذا في حد ذاته يخلق مشاكل لرجال الأمن ويعطل مصالح المواطنين ويتسبب للشركة في خسائر جسيمة ، فيما شهود عيان عبروا للجريدة عن خشيتهم من أن يستمر الأمر على هذا النحو لأن ذلك في نظرهم سيعرض الخدمات للتراجع ويصبح المرفق مهددا في حسن سيره ، والمتضرر الأول المواطن و المدينة . ولذلك أكدوا وألحوا على ضرورة التفات كل المصالح المعنية بمسألة النقل الحضري بالمدينة إلى هذه المشاكل بهدف إيجاد الحلول الحقيقية لها قبل فوات الأوان كما طالبوا بجميع مكونات النسيج الجمعوي إلى ضرورة الانخراط في حماية القطاع من الاشرار ومنعدمي الضمير وفضح القوى الخفية التي تحرك هذه الادوات التخريبية لأنه ليس هناك دخان بدون نار في نظرهم .