أصدر حزب التجمع الوطني للأحرار بيانا للرأي العام ، توصل موقع أخبارنا بنسخة منه، يعبر فيه عن قلقه واستغرابه مما اعتبره اعتداء تعرضت له فتاتان بسوق عمومي بإنزكان ومصادرة لحريتهما في ارتداء لباس عادي. وإليكم النص الكامل للبيان : على ضوء قضية الشابتين المتابعتين في انزكان، يتابع التجمع الوطني للأحرار بقلق كبير حادث الاعتداء الذي تعرضت له شابتان في مدينة انزكان مؤخرا، حيث تم تعنيفهما من طرف عدد من المتطرفين الذين يعملون كباعة متجولين داخل أحد الأسواق، بمبرر ارتدائهما لباسا غير محتشم عبارة عن تنورتين (صاية) عاديتين كما هو الشأن لملايين النساء في بلدنا. كما نستغرب سلوك القوات العمومية، التي عوض اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المعتدين، قامت باعتقال الفتاتين الضحيتين، ونقلهما لمركز الشرطة ثم تقديمهما أمام النيابة العامة التي تابعتهما في حالة سراح. إن هذا الحدث ينطوي على أبعاد في منتهى الخطورة، وعلى عدة مستويات: - فمن جهة، يؤشر الى كون التشدد الديني الدخيل على ديننا وعلى بلادنا، يصر على فرض تصوره لشؤون الحياة على المواطنين، ما يعني الإصرار على الوصاية على المجتمع، وممارسة الإكراه والتحكم في الحياة الخاصة والعامة للأفراد والجماعات، وهو شكل من أشكال الإرهاب الذي يهدد الحرية والحقوق التي يكفلها الدستور، وتضمنها ثقافة المجتمع المبنية على احترام الخصوصيات في إطار الاختلاف، خاصة وأن المجتمع المغربي مجتمع مبني على التعدد والاختلاف والحرية في ممارسة الحياة الخاصة، وهي الميزة التي تجعل المغرب فضاء للحرية وصون كرامة الأفراد والجماعات في الاحترام الكامل للآخر؛ - من جهة ثانية، نعتبر هذا السلوك تطاولا كذلك على سلطة الدولة، فليس من حق أي كان المس بحرية الأفراد وسلامتهم الجسدية، وأنه في حالة ما إذا كان هناك ما يخل بالقوانين المعمول بها فما على من يعتبر نفسه متضررا إلا اللجوء إلى مؤسسات الدولة لتقوم بالواجب في إطار القانون، وفي احترام تام للحقوق والواجبات التي يضمنها الدستور، وبالتالي فأي سلوك يحاول القيام مقام أجهزة ومؤسسات الدولة هو سلوك مرفوض ويقع تحت طائلة العقاب، - نتمنى أن تنتهي هذه القضية أمام القضاء بإحقاق العدل، وتفعيل الضمانات القانونية والدستورية الحامية لحرمة الأفراد وحياتهم الخاصة؛ - نعبر عن قلقنا لتوالي مثل هذه الزوابع التي تخفي وراءها نزوعا نحو نشر أجواء التطرف والخوف تحت مبرر الأخلاق، وتحويل المجتمع عن مسار الاهتمام بقضاياه الملحة ( تعليم، صحة، تشغيل، عدل، الوحدة الترابية، التهديدات الخارجية...) - ننبه المواطنين وكافة الفاعلين إلى ضرورة التزام اليقظة، والتصدي لهذه الممارسات والأفكار الدخيلة، التي تقف وراء المآسي التي تعرفها منطقتنا في شمال إفريقيا والساحل والشرق الأوسط والخليج، ونؤكد على ضرورة أن يتحمل الجميع كامل المسؤولية أمام هذه التطورات الخطيرة، حفاظا على استقرار البلاد وعلى طابع الوسطية والاعتدال الذي تعتبر مؤسسة أمير المؤمنين ضامنه الأول.