اعتبر الشيخ محمد بيد الله الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة دحول حزب الاستقلال إلى الحكومة المقبل، أمرا غير منطقي، بل وغير مفهوم، وأكد القيادي في حزب البام خلال ترأسه اجتماعا مع نواب الحزب، أن مشاركة الاستقلال في حكومة يقودها العدالة والتنمية، هو من قبيل العبث السياسي، لكون الأول كان أساسيا في الحكومة السابقة التي قادها عباس الفاسي، والثاني كان معارضا له، وهو ما يعني حكومة سترهن مصير المغاربة لخمس سنوات قادمة. وأضاف بيد الله، أن مكان حزب الاستقلال الطبيعي هو المعارضة وليس وضع اليد مع غريمه السابق، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى موافقة الحزب الذي قاد الأغلبية المنتهية مهامها في التحالف مع حزب عارضه طيلة الولاية التشريعية المنصرمة بدون أي مقدمات أو عتبات سياسية هو أمر غير منطقي، وأضاف "أن التأويل الديمقراطي للدستور وقواعد المنهجية الديمقراطية لا يحتكرها إعمال منطوق المادة 47 من الدستور، بل تنصرف إلى سلوكات سياسية ومواقف مبدئية، يبدو اليوم أنها تغيب لفائدة منطق ولغة الكراسي". وأثنى الأمين العام للأصالة والمعاصرة على السير العام للعملية الانتخابية من حيث "انضباطها للقواعد القانونية المنظمة لنتائجها العامة"، وجدد بيد الله التأكيد على رغبة حزبه في التجديد على مستوى نخبته البرلمانية، خاصة النساء والشباب. معلنا في الوقت نفسه تمسك الحزب بتحالف الثمانية، الذي اختلفت مواقف مكوناته بشأن المشاركة في حكومة يقودها بنكيران، وأبدى بيد الله استغرابه من هرولة أحزاب تتذيل نتائجها الانتخابات البرلمانية، للمشاركة في الحكومة، بمبرر طول مقامها في صف المعارضة في إشارة إلى حزب الاتحاد الدستوري. وأشار بيد الله، أن حزب الأصالة والمعاصرة، ربح تحديات كبيرة، من بينها تحدي رفع المشاركة حيث تجاوز في الاستحقاق الجماعي لسنة 2009 والتشريعي لسنة 2011 عتبة 37 في المائة سنة 2007، وساهم في إرجاع القسط الهام من المعنى النبيل للسياسة، ومضمونها التنافسي، وخاض معركة الوضوح السياسي والحزبي، مشيرا إلى أن حزب الجرار امتلك جرأة التعبير عن مواقفه بخصوص المشاريع التي اعتبرها معارضة للمشروع الديمقراطي الحداثي الذي انخرطت فيه البلاد، كما ساهم في تحريك مسلسل دوران النخب في محيط حزبي مقاوم للتجديد والتشبيب. وتساءل بيد الله عن مصير خطاب التهجم ومعاداة الحزب الذي رقعه حزب العدالة والتنمية، وماذا ستكون عناوينه المستقبلية