تولي مختلف الاوساط السياسية بالمغرب اهتماما بزيارة العمل التي يقوم بها امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني للمغرب ابتداء من يوم غد الخميس وما يمكن ان تنتجه من اختراق لجمود عملية السلام الصحراوي بعد تقارير عن محاولات لجبهة البوليزاريو لافشال هذه الزيارة او على الاقل التأثير السلبي عليها. ويبحث الشيخ حمد ال ثاني الذي تربطه علاقات متينة مع العاهل المغربي الملك محمد السادس، والوفد المرافق له في لقاءاتهم مع المسؤولين المغاربة بالاضافة الى القضايا ذات الاهتمام المشترك وما تعرفه المنطقة العربية من تطورات تلعب فيها قطر دورا بارزا، هناك التعاون الاقتصادي بين المغرب وقطر وتطوير الاستثمارات القطرية في ميدان السياحة وتوقيع اتفاقيات لزيادة هذه الاستثمارات القطرية بالمغرب. ولعبت قطر خلال السنوات الماضية دورا في نزاع الصحراء ان كان بالجانب الانساني ونجاح الدبلوماسية القطرية في صفقة الافراج عن اخر الجنود المغاربة الاسرى لدى جبهة البوليزاريو وان كانت التطورات الاقليمية والدولية حالت دون ان يتواصل الانفراج والدفع بعملية الصحراوي الذي ترعاه الاممالمتحدة. واثارت زيارة زوجة زعيم جبهة البوليزاريو للدوحة قلقا في الاوساط المغربية، وقالت هذه الاوساط ان زيارة خديجة حمدي وزيرة الثقافة بجبهة البوليزاريو وعقيلة زعيم الجبهة محمد عبد العزيز إلى قطر جاءت في اطار مساعي الجبهة لافشال زيارة امير قطر للمغرب. وقالت خديجة ولد حمدي إن زيارتها إلى الدوحة تأتي لحث قطر على مؤازرة الصحراويين ودعم حقهم في تقرير المصير واضافت أن الجبهة تعلق آمالاً عريضة على قدرة الدبلوماسية القطرية في إقناع المغرب بالجنوح للسلم ووضع حد للصراع من خلال تبني المواثيق والقرارات الدولية. وطالبت حمدي دول الخليج بالعدول عن 'تناسي' حقوق الصحراويين مقابل تفاهمات سياسية مع المغرب وقالت ان تطورات إيجابية في تعاطي دول الخليج مع الملف الصحراوي دون ان تكشف طبيعة هذه التطورات. وقالت صحف مغربية ان زيارة عقيلة زعيم جبهة البوليزاريو للدوحة الاسبوع الماضي كانت ضمن حملة دبلوماسية للتواصل مع دول مجلس التعاون الخليجي التي اخذت تقليديا بالمقاربة المغربية للنزاع الصحراوي بغرض حشد الدعم السياسي والمالي. واذا كانت زيارة خديجة ولد حمدي للدوحة جاءت مصادفة قبل ايام من زيارة الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني، فان الاوساط الصحافية المغربية ربطت بين الزيارتين في وقت تعرف العلاقات المغربية الجزائرية انفراجا واسعا باتجاه التطبيع الكامل بين البلدين وتجاوزهما النزاع الصحراوي الذي حال طوال العقود الماضية دون هذا التطبيع والعلاقات الطبيعية بين بلدين شقيقين وجارين. واستبعدت مصادر دبلوماسية عربية بالرباط انعكاسا سلبيا لزيارة خديجة ولد حمدي على زيارة الشيخ حمد ال ثاني للرباط وقالت ل'القدس العربي' ان مستوى العلاقات بين الدوحة وكل من الرباط والجزائر تشجع الدبلوماسية القطرية على طرق باب جديد للدفع بالبلدين باتجاه التفكير بمقاربة مختلفة لتسوية النزاع الصحراوي. واتفق وزيرا خارجية المغرب الطيب الفاسي الفهري والجزائر مراد مدلسي الاسبوع الماضي خلال اجتماع عقد بالرباط على هامش المنتدى العربي التركي على مواصلة تطبيق سياسة تطوير التعاون الثنائي في ميادين التعليم والفلاحة والتنمية والصحة كما اتفقا على بذل جهود مشتركة لاعادة الروح لاتحاد المغرب العربي وعقد اجتماع عاجل لمجلسه السياسي الذي يعقد على مستوى وزراء الخارجية للاعداد للقمة المغاربية التي عقدت اخر دوراتها في تونس 1994. وفي اطار التعاون الثنائي المغربي الجزائري زار خمسة وزراء جزائريين الجناح المغربي في الدورة السابعة 'أكرو إكسبو' الفلاحي الذي تحتضنه العاصمة الجزائرية منذ اول امس الاثنين حتى يوم غد الخميس واختير المغرب كضيف شرف. وقالت مصادر مغربية ان تعامل الجزائريين مع الوفد المغربي كان حميميا فوق التوقعات وان وزراء وزراء الفلاحة والصيد البحري والبحث العلمي والتجارة والداخلية الجزائريين زاروا الجناح المغربي والتقوا بوزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش الذي يتراس وفدا مغربيا كبيرا يتكون من 150 فاعلا في قطاع الفلاحة ورجل أعمال.