وجد باحثون أن تسخير نظام المناعة داخل الجسم لمحاربة السرطان من أفضل السبل للقضاء عليه، وأنه بالإمكان عمل ذلك عن طريق لقاح التيتانوس أو "الكزاز"، حيث تبين أن بإمكان هذا اللقاح إطالة حياة مرضى سرطان الدماغ بشكل كبير، فعادة ما يعيش مرضى هذا النوع العنيف من الأورام عاماً واحداً فقط، لكن بإعطاء لقاح التيتانوس عاش نصف المرضى أكثر من ضعف هذه الفترة. نشر التقرير عن هذه الأبحاث موقع إن بي سي نيوز، وأجرى الدراسات فريق بحث من جامعة ديوك الأميركية تحت إشراف البروفيسور جون سامبسون. استخدم فريق البحث جرعة مزدوجة من لقاح التيتانوس لمحاربة الورم الدبقي في الدماغ عن طريق العلاج المناعي. ويعتبر هذا الورم من أعنف أنواع السرطان. ولعمل ذلك قام العلماء بإزالة بعض الخلايا المناعية من جسم المريض، لتدريبها على التعرف على الورم، ثم أعيد حقن هذه الخلايا إلى جسم المريض. يجمع الورم الدبقي عادة خلايا فيروس تسمّى CMV، وعندما يتم إعطاء لقاح التيتانوس المضاد لفيروسات ال CMV يساعد العلاج على إطالة عمر المريض من 12 شهراً مع العلاج الكيماوي إلى أكثر من 18 شهراً بدونه، مع الاعتماد على العلاج المناعي فقط. وعلى الرغم من أن الفارق ليس كبيراً في مدى إطالة العمر إلا أن العلماء لاحظوا أنه من بين المرضى ال 12 الذين تلقوا العلاج المناعي عاش الذين نالوا جرعات قوية من لقاح التيتانوس أكثر من عامين ونصف، واستطاعت مريضة واحدة أن تعيش 8 سنوات وهي جدة تبلغ من العمر 68 عاماً تعيش في نيوجيرسي اسمها ساندي هليبورن. وكانت ساندي هيلبورن قد أعطيت تقديراً بأنها قد تعيش شهرين أو 3 أشهر عندما تم تشخيص المرض لديها عام 2006، لكن عائلتها نصحتها بالانضمام إلى الدراسة التي تجريها جامعة ديوك عن العلاج المناعي لحالتها. وكان هناك خلايا سرطانية صغيرة قد انتشرت في كل جسدها إلى جانب الورم الرئيسي، وقد تم تصميم العلاج المناعي لمحاربة كل الخلايا السرطانية في جسمها. وقالت ساندي هيلبورن لتلفزيون إن بي سي نيوز "أنا محظوظة جداً، أنا أعيش حياة طبيعية الآن، وأمشي ميلاً كل يوم، وألعب الغولف، وأتناول الغذاء مع أصدقائي". بحسب التقارير الأمريكية يتم تشخيص 23 ألف حالة ورم بالدماغ بين الأميركيين سنوياً، يعاني حوالي 15 بالمائة منهم من نوع الورم الدبقي، ويعيش حوالي 30 بالمائة من هؤلاء عامين على الأكثر بعد التشخيص. وقال المشرفون على الأبحاث إن حالة ساندي ليست ما نراه عادة لدى المرضى، لكن لابد من الأخذ في الاعتبار أنها تلقت لقاح التيتانوس رقم 100 الآن، وحياتها تمضي على نحو جيد، ما يزيدنا حماساً لمزيد من الأبحاث حول زيادة فاعلية هذا العلاج المناعي باستخدام لقاح التيتانوس.