دعا المشاركون في لقاء، نظم اليوم السبت بمدينة كلميم، إلى مأسسة وترسيخ مقاربة النوع الاجتماعي داخل قطاع التربية الوطنية، وذلك بالنظر للنسبة المتدنية لتمثيلية المرأة في مناصب المسؤولية داخل المنظومة التربوية مقارنة بالرجل. وأكدوا خلال هذا اللقاء الذي نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميمالسمارة، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، على ضرورة استحضار مبدأ المساواة بين الجنسين في التخطيط والتدبير والتنفيذ، وتعزيز استفادة النساء العاملات في حقل التربية والتعليم من التكوين المستمر في مجالات القيادة والتدبير، مشيرين إلى بعض التدابير التي يتعين اتخاذها من أجل تشجيع النساء على المشاركة في مسارات تقلد المسؤولية، من قبيل تغيير نظرة أفراد المجتمع للمرأة، وتصحيح صورتها في وسائل الإعلام، وتفادي التعاطي مع موضوع المرأة بشكل موسمي. وذكر المتدخلون في هذا اللقاء بنقاط القوة المحفزة على إدماج مقاربة النوع في قطاع التربية والتكوين، والمتمثلة بالأساس في ارتفاع نسب التفوق الدراسي في أوساط التلميذات، والحضور النوعي للمرأة في مختلف التظاهرات، وارتفاع عدد طلبات الترشيح لشغل مهمة مديرة مؤسسة تعليمية. وأبرز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميمالسمارة، السيد عبد الله بوعرفه، في كلمة بالمناسبة أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، يعد مناسبة للوقوف على المكاسب التي تحققت لفائدة المرأة وفسح المجال للنساء لتبادل الآراء بشأن التدابير التي يتعين اتخاذها لضمان تعزيز تقلدهن لمناصب المسؤولية. وأوضح أن نسبة تمثيلية النساء في قطاع التربية والتكوين في جهة كلميمالسمارة تتجه نحو المناصفة بالسلك الابتدائي، بينما تتراجع بالتعليم الثانوي بسلكيه، فيما تشهد ضعفا كبيرا على مستوى تقلد مناصب المسؤولية التي تظل في حدود 0,5 في المائة. وأشار بهذه المناسبة إلى النتائج المشجعة التي تتحقق على مستوى تمثيلية المرأة في إدارة وتدبير شؤون المؤسسة التعليمية بالجهة. وتم خلال هذا اللقاء، الذي تضمن فقرات فنية وقراءات شعرية وتوقيع كتاب "المرأة في الامثال الشعبية الحسانية " لمؤلفه ابراهيم الحيسن، استعراض نسب استفادة نساء التعليم من الخدمات التي توفرها مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، وتطور نسبة التأنيث بالقطاعات الوزارية التي انتقلت من 34 في المائة سنة 2002 إلى 6ر38 في المائة سنة 2012 . وكان مدير الأكاديمية قد قام رفقة نواب الوزارة بأقاليم السمارة وطانطان وآسا الزاك وعدد من الفاعلين التربويين والتلاميذ، بزيارة لأروقة المعرض الذي نظم بهذه المناسبة، والذي ضم إبداعات تلميذات ونساء التعليم بجهة كلميمالسمارة في مجالات الفن التشكيلي والسراميك والكتابات الشعرية والنثرية.